اولاً.. عليك ان تفهم يا ايلي فرزلي ..
انني انا وإن كنت اول من قدم ميشال عون للإعلام، في نهاية 1988، عبر غلاف الشراع الذي حمل عنوان جنرال الحل، مع صورته على كامل الغلاف، فإنني كنت اكثر من هاجمه وانتقده، منذ العام 1989، وليس هنا مجال تفصيل ذلك واسبابه..
وكنت من اشرس من هاجم الذين انتخبوه عام 2016 رئيساً للجمهورية، وقد انقطعت كل صلة لي مع ابن رفيق الحريري سعد ، بسبب الجريمة التي ارتكبها بإنتخابه عون للرئاسة..
لذا،
اريدك ان تفهم يا خياط غازي كنعان ، منذ البداية، انني لم ولن اكتب دفاعاً عن ميشال عون، لكن ما نسب اليك في جريدة النهار هذا النهار، في مقال الزميل ابراهيم بيرم ، لا يمكن السكوت عنه ، لأنك وانت تنتقد عون ، اشرت خطأً او صواباً الى ان والده كان بائع حليب، كأنك تعيب عليه ذلك… ووالله لولا هذه السقطة يا فرزلي لما كنت تستحق اي اشارة، او كتابة ، لكن هدف الكتابة هو الدفاع عن قيمة كل عمل شريف.. مع تذكيرك ان عمل والد ميشال عون الشريف، ان كنت تقصده كبائع حليب انجز انجاب ولد دخل الجيش ضابطا، ثم قائداً للجيش، ثم زعيماً سياسياً ،ثم رئيساً للجمهورية… واذكرك يا فرزلي بموقفي السياسي المنتقد لعون في كل المراحل التي مرت على لبنان …حتى اليوم
ان تنتقد عون يا فرزلي بتنقله من موقف سياسي الى آخر مناقض، فهذه هي سياستك انت نفسك وآخرها انك كنت احد افراد كتلة صهره الصغير النيابية ، ثم انتقلت الى ضفة مغازلة خصمه اللدود سعد الحريري... ولعلك شعرت بغصة عميقة في صدرك ، بسبب اعتزال الحريري السياسة، وكنت تطمح ان تكون جزءاً من لائحته النيابية في البقاع الغربي.. وهذه الغصة شرعية , حيث شعرت بخسارتك مقعدك النيابي، الذي جلست عليه بقرار من عون نفسه عام 2018.
كنت انت يا فرزلي من الداعمين لمجيء عون الى السلطة ، وكنت انا ضده.. وكنت انت من مجموعة سياسيين تلتقون بشكل دوري لتخوضوا معركة رئاسته وما بعدها، وكان معك القاضي ثم الوزير السابق سليم جريصاتي، والسفير السابق عبدالله ابو حبيب والكتائبي السابق ايضا كريم بقرادوني وآخرين وكلهم ما زالوا معه... اما انت يا فرزلي فاسمع الحكاية من البداية:
كنت يا فرزلي تطمح بأن تكون وزيراً للخارجية، في اول حكومة تشكل بعد انتخاب عون رئيساً، فلما اختار صهره الصغير للخارجية، معبراً عن ثقته به ، حردت، فلجأت الى نبيه بري ليجعلك الى جانبه، ليكلفك بالجلوس على كرسيه ، كنائب لرئيس المجلس النيابي كلما اضطر الرجل الثمانيني للدخول الى الحمام!
والجميع يعلم انك ما كنت لتجلس على كرسي بري كبديل مؤقت ، للحظات فك بري لزحمته، من دون ان تتأثر بموقفه المضاد لعون وصهره الصغير قبل الرئاسة ، وخصوصاً بعد الرئاسة.. وظلت نفسك ميالة للإنتقام من عون ومن معه ،من خلال الانتخابات في 15/5/2022 ، لتقع في الطامة الكبرى، اذ خرجت يا فرزلي من المولد بلا حمص، لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير، ويا مولاي كما خلقتني… فقد خسرت مقعداً نيابياً كتبه باسمك غازي كنعان، وهو المعجب بالمقص بين يديك ، لتخبط له القوانين التي تناسبه، واجلسك عليه ميشال عون من جديد.. تماماً كما خسرته بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري.. وقد انتقم اهالي البقاع الغربي من صلتك مع الاستخبارات السورية ، وتطاولك على زعيم وطني بحجم رفيق الحريري ، وخسرت دعم عون ، الذي اخترته كبديل عن خسارتك الحريري، ثم راهنت على دعم صاحبك نبيه بري ، فهاجمت حزب الله بعد خسارتك ، والآن ظهر كم كان المقعد النيابي الذي تلقيته هدية، من هالك الى مالك الى قابض الارواح ،غالياً وهو اقوى عندك من اي قيمة.. وهذا شأنك ومصلحتك يا فرزلي… اما ان تعيب على انسان عمل والده، فهذا هو العيب نفسه
حسن صبرا
الشراع