بيروت تحت رحمة “الصهاريج”: “مؤسسة المياه” تفشل مجدداً.. وبيانات النواب “بلا رصيد”!


فاطمة ضاهر
بيروت ومحيطها شرقاً، وجنوباً وشمالاً، من دون مياه للأسبوع الرابع على التوالي، ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان فشلت في تأمين المياه لعاصمة لبنان، تاركة الناس أسرى مافيا الصهاريج الذين انضموا إلى مافيات الطحين والبنزين والمازوت والمولدات، في ممارسة أبشع أشكال الابتزاز للمواطنين.

كان يفترض، بحسب بان مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، أن يتم إصلاح الأعطال على خط جر المياه إلى بيروت قبل نحو أسبوعين، لكن “المؤسسة” أعلنت فشلها في تأمين المياه بسبب “عطل جديد”. ثم وعدت بإصلاح “العطل الجديد” يوم الثلاثاء الماضي، على أن تعود المياه إلى بيروت يوم الأربعاء..

يومها سارع عدد من نواب العاصمة إلى محاولة “الاستثمار الشعبي” لعودة المياه، فتسابق النائبان فؤاد مخزومي ونبيل بدر، وغيرهما من نواب بيروت، إلى إصدار بيانات عن “جهود” بذلوها لإعادة المياه إلى بيروت، حتى أوحى هؤلاء النواب أنهم موجودون مع عمال مؤسسة مياه بيروت في ورشة إصلاح الأعطال، أو أنهم سيشترون أسطول صهاريج لنقل المياه إلى المواطنين!

لكن المياه بقيت مقطوعة، وإذا بـ”مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان” تعلن ظهر السبت عن “أعطال جديدة” تحتاج إلى أسبوعين لإصلاحها، مع ما يعني ذلك من معاناة لأبناء بيروت ومحيطها، وتركهم فريسة أصحاب صهاريج المياه الذين رفعوا أسعارهم بشكل خيالي، حيث أصبح ثمن خزان مياه 2000 ليتر 550 ألف ليرة، بعد أن كان قبل أسبوع 350 ألف ليرة، وقبل أسبوعين 250 ألف ليرة!

لكن “المؤسسة” قالت إنها “ستقوم بمناورة على ستة من خطوط الجر الرئيسية، لتتمكن من توصيل المياه إلى الخزان الرئيسي في برج ابي حيدر، وبالتالي معاودة التوزيع بشكل تدريجي إلى مناطق الحدث، المصيطبة، زقاق البلاط، عبد الله خالد، الحمرا، عين المريسة، الباشورة، البسطة”. وهذا أمر غير مضمون أولاً، لأن “المؤسسة” تحدّثت عن “مناورة”، أي عن تجارب قد تنجح وقد تفشل، كما أنها لم تحدّد موعداً واضحاً لهذه التجارب، أي أنها تركت التوقيت مبهماً، تاركة المواطنين في حيرة من أمرهم.

لكن الأسئلة التي يمكن طرحها هنا: لماذا لم تحاول “مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان” القيام بهذه “المناورة” خلال الأسابيع الماضية؟! ولماذا تركت بيروت عطشى طيلة أسابيع؟ وما هي علاقة “شركات” صهاريج المياه باستمرار تعطيش بيروت؟

وإذا كانت “مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان” تتحدّث عن “الشفافية” في بيانها، فلماذا تأخّرت بإعلام المواطنين في نهاية الأسبوع، علماً أنها كانت وعدت بعودة المياه منتصف الأسبوع؟ فأين هي “الشفافية” في هذا التأخير؟!

في كل الأحوال، بقيت بيروت من دون مياه، وسيستمر مشهد صهاريج المياه في العاصمة، وسيبقى المواطنون تحت رحمة “مافيا المياه”.. أيضاً. أما بيان “مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان” فلم تعد له قيمة فعلياً بعد أن تكررت الأعذار للمرة الثالثة على التوالي، وبعد أن تأخّرت بإخبار الناس فشلها في تأمين المياه، بينما كانت حريصة في كل بياناتها على شكر “اليونيسف”.

ماذا جاء في البيان:

“لما كانت المؤسسة قد وعدت المشتركين في منطقة بيروت الجنوبية الذين يتم مدهم بالمياه من خط 1200 بإنجاز تصليح العطل الكبير الذي طرأ على هذا الخط منتصف الاسبوع، ترى من واجبها والتزاما بالشفافية ان تضع المشتركين خصوصا واللبنانيين عموما بما حصل من تطورات فنية وتقنية حالت دون إعادة التغذية في هذا الشأن في الوقت المحدد.

ان المؤسسة بالتعاون مع منظمة اليونيسف مشكورة وبتمويل منها كادت ان تنجز تصليح العطل، إذ باشرت بإجراء تجارب على الخط 1200، ولكن هذه التجارب أظهرت تصليح العطل الأساسي في مقابل تسرب مياه في موقع آخر، نتيجة الاهتراء الذي يصيب الخط الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من خمسين عاما.

ويتطلب ذلك استبدال قسم كبير من خط الـ1200.

بناء عليه تم التأكيد على تمويل وتأمين كافة التجهيزات اللازمة، الأمر الذي سيستغرق حوالى أسبوعين.

ولكن المؤسسة لن تبقى في الانتظار في حال جمود، بل ستقوم بمناورة على ستة من خطوط الجر الرئيسية لتتمكن من توصيل المياه إلى الخزان الرئيسي في برج ابي حيدر، وبالتالي معاودة التوزيع بشكل تدريجي إلى مناطق الحدث، المصيطبة، زقاق البلاط، عبد الله خالد، الحمرا، عين المريسة، الباشورة، البسطة.

ان المؤسسة تؤكد انها تشارك المشتركين ضيقهم، مما آل اليه الوضع نتيجة ظروف خارجة عن ارادتها، ولكنها تؤكد انها لن تتراجع امام هذا الظرف الصعب، وستسعى لتأمين ما أمكن من حلول فنية وتقنية سريعة، متوجهة بالشكر لمنظمة اليونيسف ولمن يتواصل مع المؤسسة من فعاليات نيابية وسلطات محلية، مكررة نداءها لضم الجهود والتعاون بين كل المعنيين لإيجاد الحلول المستدامة” .