ابرز ما تناولته صحف اليوم السبت ٩ تموز ٢٠٢٢


كتبت النهار
تتصرف القوى السياسية في الوقت الحاضر على اساس أن لا استحقاقا يتقدم الاستحقاق الرئاسي. فبين كلام البطريرك بشارة الراعي يوم الاحد الماضي الذي دعا فيه الى المسارعة لانتخاب رئيس جديد في مطلع مهلة الشهرين الانتخابيين التي تبدأ في شهر أيلول المقبل، وتمّنيه ان يأتي رئيس جديد ينتشل لبنان من القعر الذي يقبع فيه، وبين تباطؤ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في عملية التأليف، من خلال تقديمه تشكيلة لا يستطيع رئيس الجمهورية ميشال عون ان يقبل بها، فيبقى التكليف من غير تأليف عنوان المرحلة السياسية المقبلة، وبين مواقف جميع القوى السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، ثمة خط بياني جامع يشير الى ان لا حكومة حاليا، لان تشكيل حكومة جديدة، في المدة التي تفصلنا عن نهاية ولاية الرئيس عون حقا غير ضرورية. في الاثناء يعلن الرئيس نجيب ميقاتي الذي يناور هنا وهناك، ان حكومته وان تكن مستقيلة، فإنها حكومة كاملة قادرة على انجاز بعض الإجراءات المطلوبة منها تمهيدا لمعاودة اطلاق جولة مفاوضات جديدة وجدية مع صندوق النقد الدولي في محاولة لإنقاذ البلاد. يأمل ميقاتي بنهاية العهد، وانطلاق عهد رئاسي جديد يترجمه وصول شخصية مختلفة تماما عن الرئيس ميشال عون، تتمتع بصدقية داخلية وخارجية، ولا تكون مثيرة للخلافات، والنزاعات، والانقسامات، في ظل سياسة تقوم على تجميع المكاسب الشخصية في اطار لعبة سلطة ضيقة الأفق، عنوانها عائلي، انتهازي، وصغير. بالطبع لا يمكن اعتبار الرئيس ميقاتي رجلا اصلاحيا. ولا هو سياسي رؤيوي. قدرته تكمن في المناورة، واللعب على حبال عدة في بلد تكثر فيه "الحبال"، والمناورات السياسية الصغيرة. قد يكون ميقاتي رجل المرحلة، لكنه قطعاً لا يمكن ان يكون رجل الإنقاذ، وبالتأكيد يستحيل ان يمثل عنوانا لمستقبل واعد للبنانيين. انه كالعديد من اقرانه في المعادلة التقليدية جزء من التركة الثقيلة لطاقم حاكم يتحمل مسؤولية كبرى في انهيار لبنان. لكن كثيرين يعتقدون، وهم على حق، انه لو كان لا بد من الاختيار بين احد طرفي الصراع السياسي الضيق، عون او ميقاتي، فإن غالبية عظمى تختار ميقاتي لان رصيد عون الذي اقل ما يقال فيه إنه سلبي للغاية، يضعه خارج اي معادلة لمستقبل لبنان.

بالعودة الى عنوان المرحلة الذي يقوم على المراوحة بالرغم من الدعوات الدولية لتشكيل حكومة، يدرك السفراء الداعون الى حكومة جديدة ان بقاء الحكومة الميقاتية الحالية على هوانها، وركاكتها هو الأنسب، لان الوقت لم يعد يسمح بحكومة جديدة. اما احتمال ان يشعل رئيس الجمهورية وبطانته ازمة في نهاية العهد في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة كاملة الاوصاف، ولم يتم انتخاب رئيس جديد، فضئيل جدا، لان عون ضعيف، ومعزول، وخليفته المعلن اكثر ضعفا، وعزلة من اي وقت مضى . ولا يملك رئيس الجمهورية وصهره من حليف سوى "حزب الله" الذي لا تكفيه قوته، وعنفه لتعويم السفينة الغارقة. وفي الوقت الضائع تنطلق لعبة البحث عن مرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، حيث توسعت المروحة التي اقتصرت مدة طويلة على اسمين رئيسيين من فريق "حزب الله"، لتشمل أسماء أخرى في لبنان وخارج لبنان، تجمع بينهم صفة رئيسية هي القدرة على خلق توازن وطني جديد، يقطع تماما مع تسوية 2016 السيئة الذكر.