ابرز ما تناولته صحف اليوم الاحد ٣١ تموز ٢٠٢٢


كتبت الجريدة:

مع دخول لبنان في مدار انتخابات الرئاسة، ضجّت الساحة السياسية في كواليسها وتحركات القوى السياسية بها وكيفية مقاربتها لارتباطها باستحقاقات كثيرة ومواقف متعددة، من ترسيم الحدود، إلى خلافات على ملفات أخرى أبرزها مالية وقضائية، سيحدد بشأنها البطريرك بشارة الراعي موقفاً مرتفع السقف في عظته اليوم، ليضع النقاط على الحروف، وهو موقف لا بد من قراءة ما بين سطوره بما يتعلق بالاستحقاق والشروط المارونية على آلية التوافق لتسمية رئيس جديد.

ومنذ فترة يطرح الراعي مواقف مرتفعة السقف، ويشدد على ضرورة وجود رئيس لديه علاقات مع كل القوى، غير محسوب على أي محور، وقادر على استعادة علاقات لبنان العربية والدولية، مؤكداً أنه لن يتراجع أو يتنازل عن شروطه مهما اشتدت الضغوط، كما حصل مع قضية المطران موسى الحاج وسيكون الرد عليه بموقف سياسي أقسى.

وبحسب مصادر كنسية، فإن البحث لا يقتصر على انتخاب الرئيس فقط، بل على التكامل في إعادة إنتاج سلطة ينطلق معها عهد جديد في لبنان مدعّم بفريق من الوزراء. جزء من هذه النقاشات كان حاضراً في لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ استعرضا الملف اللبناني مع التشديد على الموقف الثابت حول إنجاز الإصلاحات، وتطبيق اتفاق الطائف، وانتخاب رئيس، وحصر السلاح بيد الدولة، في تأكيد متجدد لتبني المبادرة الكويتية.

وتشير مصادر متابعة إلى أن الحاجة اللبنانية، من وجهة نظر دولية، تركز على ضرورة اختيار شخصية لديها علاقاتها الدولية وخبرتها المالية، وفي هذا السياق فإن من بين الأسماء المطروحة يبرز اسم الوزير السابق جهاد أزعور، وهو مسؤول صندوق النقد الدولي بالشرق الأوسط، وهو الصندوق الذي يحتاج لبنان إلى توقيع اتفاق معه للدخول في مرحلة بدء الخروج من الأزمة.

وبينما كشفت المصادر أن أزعور موجود في بيروت منذ أيام، وعقد سلسلة لقاءات سياسية واقتصادية ومالية مع شخصيات مختلفة، أكدت أنه في المقابل، لا بد من التكامل بين شخصية الرئيس المفترض ورئيس الحكومة، ومن هنا يتم تداول اسم نواف سلام مجدداً كمرشح لرئاسة الحكومة في العهد الجديد، نظراً لما يتمتع به من علاقات داخلية وخارجية، والثقة الدولية به.

وفي استعراض لدى القوى السياسية اللبنانية للشخصيات التي يمكن تبني ترشيحها، تبدو «التقليدية» قد خرجت من السباق بفعل تضاؤل الحظوظ، وبفعل عدم توافر توافق داخلي وخارجي حولها، لذلك فإن الأمر يتركز على البحث عن شخصيات توفيقية وتوافقية، لا سيما أن التجربة تضع لبنان أمام احتمالين؛ إما العودة إلى تجربة فؤاد شهاب، الذي انتُخِب بعد ثورة 1958، ونظراً لأدائه حصل توافق حوله واتسم عهده بعهد الإنجاز والإصلاح، وإما العودة إلى تجربة الرئيس إلياس سركيس، الذي جاء إثر اندلاع الحرب الأهلية، وكانت مهمته إدارة الأزمة وتهدئتها. وفي الخيار الأول فإن الأنظار ستتركز على قائد الجيش جوزيف عون، أما في الآخر فإن أزعور قد يكون هو البروفيل المطلوب.