كتبت الأنباء الكويتية
تقاسم رئيس الجمهورية ميشال عون، مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، دعوة اللبنانيين، في رسائل المعايدة بعيد الأضحى المبارك الى التضحية، من أجل تجاوز الأزمات، وقال ميقاتي في رسالته ان العيد يقتضي منا جميعا مواجهة المرحلة الراهنة، بتضامن وطني وجهد لوقف الانهيار الحاصل.
من جهته، الرئيس عون، دعا بالمناسبة عينها الى استخلاص العبر من معاني التضحية بقوله: يا حبذا لو أن البعض يضحي بمصالحهم وانانياتهم من أجل مصلحة وطنهم وهناء شعبهم.
لكن واقع الحال، يظهر ان المواطن اللبناني، هو بالمعنى السياسي، في طليعة ضحايا أداء السلطة الذي دمر او كاد، كل مقومات وقيم الشعب اللبناني، منذ بدء ولاية الرئيس عون.
وكان الأجدى بمن ارسلوا التهاني للشعب اللبناني، ان يتبادلوها مع أنفسهم، حتى لا يضطر وزير السياحة وليد نصار الى لعب دور حمامة السلام بين الرجلين، بتكليف من الرئيس ميقاتي، الذي لم يتبنها، ناسبا لحكومته التعرض لحملة جائرة، ثم غادر الى لندن لتمضية عطلة العيد، مخيبا أمل وزير السياحة بتسجيل تقدم على صعيد السياحة السياسية.
وعليه، فقد رحلت ملفات الحكومة، بما فيها من مشاورات ومناكفات وشد اعصاب، الى ما بعد عطلة الأضحى، وعودة الغياب من السياسيين الذين اختاروا اجازة العيد لتمضية بضعة ايام في الخارج بعيدا عن الشوشرة السياسية والمعيشية، وعمليا عن تداعيات ما جنت أيديهم من سواد حالك، اخترقه مساء الجمعة بصيص ضوء وحيد، تمثل بافتتاح مهرجانات بعلبك الدولية في مدينة الشمس، التي أحيتها الفنانة سلوى بعلبكي.
عدا ذلك، الجمود سيد المكان، الاضراب العام لموظفي الادارات الحكومية مستمر، ومثلهم القضاة، وعادت الطوابير امام المخابز والافران، والمتنقلة ما بين محطات توزيع الوقود والمصارف، هذه الطوابير عززت مفهوم الوحدة الوطنية في لبنان، وجعلت حقوق الطوائف متساوية، بالانتظار وحرق الأعصاب، جراء الوقوف في الصف.
وفي ضوء واقع الحال السياسي المتهالك، يستبعد ان يكون ما بعد عطلة الأضحى افضل مما كان قبلها على الصعيد الحكومي والمعيشي، بسبب ما تعتبره منابر القوات اللبنانية، محاولة رئيس التيار الحر جبران باسيل فرض وصاية على التشكيلة الحكومية، خلافا للدستور والمعقول والمقبول، لا بالنسبة للرئيس المكلف ولا لمن سموه لرئاسة الحكومة.
انسداد الأفق الحكومي صوب الأنظار على الاستحقاق الرئاسي، بعد دخول ولاية الرئيس عون مرحلة العد التنازلي، لخروجه من القصر الجمهوري منتصف ليل 31 أكتوبر.
وتقول دراسة للخبير محمد شمس الدين (الدولية للمعلومات) ان 2074 يوما من ولاية الرئيس عون، منها 677 يوما مرت من دون حكومات، أي نحو سنتين من أصل ولايته السداسية السنوات ما يعادل 32% من عمر الولاية.
وفي هذا السياق، كتب نقيب الصحافة عوني الكعكي، في افتتاحيته بجريدة «الشرق» البيروتية يقول: «للذين يظنون ان فخامته (الرئيس عون) لن يسلم قصر بعبدا مع انتهاء ولايته، فإن كلامهم غير دقيق، لأنه أعلن اكثر من مرة انه سيذهب الى منزله في الرابية مباشرة، والا فان السوخوي موجودة وجاهزة للقيام بطلعة فوق قصر بعبدا، واذا لم تتوافر السوخوي، فهناك انواع جديدة بديلة عنها، والحساب قريب يا فخامة الرئيس».
ويذكر ان طائرة سوخوي سورية أخرجت عون من القصر الجمهوري عام 1989، عندما استعصى به كرئيس لحكومة عسكرية.
أما عن الحكومة فقد أشار كعكي الى انه «اذا تشكلت الحكومة ام لم تتشكل، فالرئيس ميقاتي جاهز».
النائبة ستريدا جعجع ترى ان الاستحقاق الرئاسي المقبل هو استحقاق مفصلي بالغ الاهمية، وتوجهت الى جميع النواب الجدد، لتؤكد لهم أنه آن الأوان لنباشر الجهود ونتخطى بعض الاعتبارات، ونتعلم مما حصل معنا في المجلس النيابي منذ شهرين، من أجل ان نثبت معا حضورنا وتأثيرنا الفاعل في الانتخابات الرئاسية، والا فإن اضاعة هذه الفرصة ستقودنا الى الندم.
ويذكر ان د.سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، وزوج النائبة ستريدا جعجع، هو أحد المرشحين الطبيعيين كما يقول، لرئاسة الجمهورية، وهناك أسماء اخرى قيد التداول ابرزهم قائد الجيش العماد جوزاف عون، والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة افرام وغيرهم.