أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم ٢ ايار ٢٠٢٢
مر عيد العمال في لبنان أمس كبقية الأعياد، بلا بهجة ولا رهجة، وبغياب العمال أصحاب العيد، بعدما أصبح جلهم عاطلين عن العمل والباقون بين عامل بالحد الأدنى للأجر أو مهاجر في ديار الله الواسعة، بعدما خيبت السلطة، بتركيبتها الحالية آمال العمال وغير العمال، بفشلها المدقع في وقف هدر المال العام والخاص، أو بوضع حد للفساد المتأصل داخل تركيبة المنظومة المتلطية تحت مظلة تحالف الزبائنية مع السلاح الخارج عن نطاق الشرعية الدستورية.
وما بين عيد العمال العالمي أمس وعيد الفطر السعيد اليوم، تستمر الحركة السياسية في إجازتها حتى الخميس موعد انعقاد مجلس الوزراء، في جلسته الأخيرة قبل الانتخابات التي يتوقع احد المرشحين عن دائرة «الشوف ـ عاليه» د.عبدالله أبو عبدالله حصولها بنسبة 70% مقابل 30% تأجيل.
ويمكن لنسبة التأجيل ان تتزايد، في ضوء ارتفاع وتيرة التوترات السياسية والأمنية المتنقلة.
وأبرز التوترات تلك التي حصلت في عكار، حيث شهدت بلدة رحبة مصادمات بين بعض مناصري التيار الحر وآخرين معترضين على زيارة رئيس التيار جبران باسيل إلى هذه البلدة، ضمن إطار جولاته الانتخابية لشد عصب مؤيدي التيار، وحصل تضارب بالعصي والحجارة وسجلت بعض الإصابات، لكن باسيل تمكن من الوصول إلى رحبة بمواكبة من الجيش والحرس الجمهوري، سائلا الحكومة برئيسها ووزرائها عن تكافؤ الفرص في الانتخابات؟ وأين الحكومة والقوى الأمنية المسؤولة عن تأمين أمان التنقل، وما إذا كانوا عاجزين عن إجراء الانتخابات؟ وسأل: ما هذه السلطة التي نحن فيها، لا قضاء ولا أمن؟ نحن اليوم في عكار وبعدها سنكون في عاليه والشوف وجزين، وبعدها في البقاع الغربي وزحلة والبقاع الشمالي، ومن ثم في بيروت.
وأضاف: إما ان نتنقل بكل الأراضي اللبنانية، وإلا فإن هذه السلطة لا تستطيع إجراء الانتخابات، وفي هذه الحالة نعلق مشاركتنا بالانتخابات.
ويبدو انه في غمرة انفعاله غاب عن رئيس التيار الحر ان ما يحصل في بعلبك ـ الهرمل وفي الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت أسوأ بكثير مما حصل معه في عكار، فقد مزقت صور مرشحي القوات اللبنانية ورئيسهم في أماكن سيطرة حلفاء باسيل، وبالتحديد حزب الله، وأجبر المرشحون المنافسون على الانسحاب، حتى بات من شبه المستحيل رؤية سمير جعجع في الجنوب أو البقاع الشمالي، ومثله سامي الجميل أو أي من فرقاء التيار السيادي.
في هذا السياق، غرد نائب عكار محمد سليمان عضو كتلة المستقبل قائلا «جبران باسيل فتنة طائفية بموكب متنقل، بالأمس في قبر شمون والبقاع نابشا للقبور، وعليه ان يتعلم، ان الدولة هي مشروع عكار الوحيد».
بدوره، قال رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع «لو حدا محل جبران باسيل، كان بيسكت إلى أبد الآبدين، وكلامه في عكار، تأليب للناس على بعضهم»، جعجع الذي كان يتحدث إلى الناخبين في دائرة جزين، قال «المشكلة في جبران باسيل وتياره وليس بالناس الذين يرفضون حضوره».
وفي سياق التوترات الانتخابية، حلقت مسيّرة مجهولة الهوية فوق منزل المرشح السيادي عن دائرة جبيل ـ كسروان د.فارس سعيد في قرطبا، وجرى إطلاق رصاص أثناء زيارة شعبية لأحد المرشحين في بلدة تعلبايا في البقاع الأوسط، ما جعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوجه الدعوة خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع إلى حماية لبنان من الهاوية، محذرا من اتساع نطاق الإشكالات الانتخابية.
إلى ذلك، يأتي النقص الفاضح في التحضيرات اللوجستية للانتخابات، خصوصا على مستوى الكهرباء والنقل، ومع ذلك يتحرك المرشحون على أساس ان الانتخابات حاصلة، وتتركز الجهود في دوائر بيروت وطرابلس وصيدا، وباقي المناطق ذات الغالبية السنية، على دفع الناخبين إلى الإقبال على صناديق الانتخاب، ويتولى أئمة المساجد توضيح المضار السياسية والوطنية للمقاطعة، وتتوقع المصادر المتابعة لـ «الأنباء» صدور كلام للرئيس سعد الحريري يوضح فيه ان دعوته مناصري تياره (المستقبل) لعدم الانخراط في هذه الانتخابات، تعني عدم الترشح باسم التيار وليس المشاركة في الاقتراع.
في هذا السياق، غرد السفير السعودي وليد البخاري عبر انستغرام قائلا «اعظم وفاء هو وفاء الأحياء للأموات»، وفسر البعض هذا القول على انه حث للناس على ان يكونوا أوفياء لمن استشهدوا في المرحلة اللبنانية الأخيرة، بدءا من الرئيس رفيق الحريري، وذلك من خلال المشاركة الكثيفة في الإقبال على الاقتراع.
وكان السفير البخاري عاد إلى بيروت أمس، وسيوزع جوائز حفظ القرآن الكريم بدارته في اليرزة الثلاثاء المقبل.
إلى ذلك أظهرت الاستقصاءات ان 16 مرشحا في دائرتي بيروت الأولى والثانية هم مجنسون من أصول سورية، وقد تم تجنيسهم عام 1994 وما قبله، وان هناك نحو 20 ألف سوري مجنسين يشاركون في الانتخابات النيابية، بينهم 13 ألفا في دائرة زحلة والبقاع الأوسط، و3500 في دائرة عكار وأعداد متفرقة موزعة بين المتن الشمالي وبيروت الثانية، ومن كل هؤلاء هناك 3000 مجنس مقيم في محيط دمشق وريفها وجبل العرب، يؤتى بهم في كل موسم انتخابي ليقترعوا وفق توجهات السلطة السورية