خُلصت الحكاية


نيفين نهرا الحايك 

خُلصت الحكاية
…وأُسدلت الستارة عن يوم إنتخابي طويل من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مروراً بكسروان وجبيل إختلط فيه الحابل بالنابل وإشتعلت فيه المواقف الجيّاشة واحتدمت فيه المعارك والخطابات السياسية وتقاتل فيه الأب والأخ والجيران والأصدقاء وكأنها حربٌ ضروس وصل صداها الى بلاد الإغتراب الذين أدلوا بأصواتهم وللمرة الأولى منذ أعوام وكأنهم كانوا بإنتظار هذه الإنتخابات كي يتقاتلوا فيما بينهم وكأنه لا يكفيهم عناء الهجرة والبُعد عن الأهل كي يفصلوا ما تبقّى من شعرة البعير التي كانت تجمعهم أينما وُجدوا. 

أربع سنوات ربما لم تكن كافية لبعض النواب كي يقوموا بواجبهم تُجاه من انتخبهم فترشحوا من جديد معليلين السبب أنهم لم يستطيعوا خلال تلك الأعوام من تحقيق ما وعدوا به بسبب المناكفات السياسية على أمل أن يحققوها في السنوات المقبلة.

وجوهٌ جديدة ظهرت تبدو لك كأنها المرة الأولى، ولكن إن "نَكشتَ" في جذورها تراها تنحدر من عائلة سياسية ترشحت بفضل الوالد اولاً وعدم توقيع قانون التوريث السياسي ثانياً وتتعهد وتتوعد بحل كل المشاكل العالقة وتمثلّت بمن ورّثها أنها ستقوم بالإصلاحات والبنى التحتية والطرقات والطبابة ، الخ….. ولكن يصُح فيها القول" اباً عن جد" لا حلحلة ، لا إصلاحات ولا من يحزنون ،فقد كانت وعود إنتخابية وبعدها على الدنيا السلام. 
ووجوهٌ أخرى يبدو كما يُقال "خلقة الله عليها" تحاول جاهدة أن تصل الى سدّة البرلمان كي تطبق "القول بالفعل"ولكن حظوظها قد تكون قليلة كي لا نقول معدومة.
آخرون من مجتمع مدني ، وآخرون أطلقوا على أنفسهم ثوار "زِحلي حتى أقعد محلك" فهم إلغائيون لا يمتون الى الثورة بِصلة، نسبوا الى أنفسهم صفة ثوار وقطعوا الطرقات ونادوا بالإستقلالية ، "وكلن يعني كلن" فنراهم يوم الإنتخاب ينضوون تحت عباءات الأحزاب كي يحصلوا على أصوات توصلهم الى سدة البرلمان ، فهم ليسوا مستقلين بل متحزّبين تحت غطاء الثورة. 

إنتهت مرحلة الإنتخاب وجاء يوم الحساب فمن وعد يجب أن يفي بوعده، فوعد الحر دَين . والشعب اللبناني سئِم الوعود الرنانة واليوم يجب أن يقف بالمرصاد ليحاسب من أوصلهم الى البرلمان. 
وفي حال أعاد الشعب إنتخاب الأشخاص أنفسهم فليتحمل نتيجة خياراته، وليبقى الحبر الأزرق ٤ سنوات كي يتذكر اللبنانيون من إنتخبوا ومن قد يجعلهم يعيشون أسوأ من الأيام السابقة . قد نترحم على ما مررنا به وقد تكون بداية جيدة لمرحلة جديدة لتغيير وجه لبنان الجديد.
غداً لناظره قريب والسنوات الاربعة المقبلة كفيلة أو بخروجنا من القعر او الاصطدام المحتوم.