كتبت الجريدة
تزداد حماوة المعركة الانتخابية، وتعمل الأحزاب على رفع الاستنفار إلى أعلى درجاته. في مثل هذه المعارك تتصاعد الاشتباكات كلامياً وفي المواقف، ويلجأ كل طرف إلى استخدام الآليات التي تناسبه لخوض المعركة. حزب الله رفع سقف التحدي بالاستناد إلى المعطيات الإقليمية والدولية، ومن خلال إعادة رفع درجات الاستنفار ضد إسرائيل، وبالإعلان عن الجاهزية الكاملة لمواكبة المناورات العسكرية الإسرائيلية والردّ على أي عملية قد يقوم بها الإسرائيليون، معتبراً أن الانتخابات لن تمنع الحزب من ممارسة حق الرد سريعاً. من شأن هذا الموقف السياسي أن يشكّل طريقاً واضحاً لآلية استنفار الحزب لمناصريه للذهاب نحو التصويت على قاعدة حرب الوجود.
ويستخدم رئيس الجمهورية، ميشال عون، أكثر من شعار في معركته، أبرزهما تحفيز الناس على التصويت لمواجهة المؤامرة التي تعرّض لها، ولمحاسبة خصومه في السياسة من خلال توجيه المزيد من الاتهامات لهم وتحميلهم مسؤولية الانهيار.
أما العنوان الأساسي الثاني الذي يطلقه عون، فهو حربه المفتوحة مع اللاجئين السوريين، فلا يمرّ اجتماع يعقده إلا ويأتي في خلاله على ذكر اللاجئين السوريين، ويحمّلهم مسؤولية الانهيار اللبناني، علماً بأن كل الأرقام الدولية والمواقف واضحة في أن اللاجئين عملوا على توفير الكثير من المساعدات والأموال للمجتمعات اللبنانية المضيفة، والحرص عليهم في حالة استقرار منح لبنان مظلة دولية للحفاظ على استقراره.
تلك المعركة التي يستمر فيها عون ضد اللاجئين ثمة من يضعها في خانة ابتزاز المجتمع الدولي أكثر فأكثر، خصوصاً بعد حادثة غرق الزورق الذي يقل مهاجرين غير شرعيين في طرابلس، وكأن التزامن في المواقف هدفه تخويف الدول الأوروبية من أن الأوضاع المعيشية السيئة ستدفع اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين إلى التدفق بشكل غير شرعي عبر البحر باتجاه أوروبا، وهذا يعني ابتزاز للدول الأوروبية من خلال استخدام ورقة اللاجئين السوريين.
أما خصوم الحزب وعون فيستمرون في إدارة معركتهم السياسية، من خلال التركيز على ضرورة مواجهة المسار الانهياري الذي تسبب به وصول الطرفين المتحالفين إلى السلطة، ومواجهة مشروع حزب الله من خلال تحفيز اللبنانيين على المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية. وسط تقديرات تشير إلى تحسُّن في مزاج الناخبين يؤدي إلى تحقيق تقدّم للوائح خصوم الحزب وخاصة في البيئة السنيّة.
هذا الأمر لا يمكن أن ينفصل عن عودة السفراء الخليجيين إلى لبنان وحركة السفير السعودي وليد البخاري. وهو أمر لا يزال يقلق حزب الله الذي تشير مصادر قريبة منه إنه يعكف مجدداً على إعادة إجراء دراسات متعددة للواقع على الأرض، خصوصاً وسط خشية واضحة لدى الحزب وحلفائه من خسارتهم للأكثرية النيابية، وهناك من يعتبر من خصوم الحزب أنه في حال استشعر الحزب مخاطر خسارة الأكثرية، فإنه سيلجأ إلى تأجيل الانتخابات، لا سيما أن كل الإحصاءات تفيد بأن التيار الوطني الحرّ يسجل أرقاماً متراجعة جداً. هذه الأرقام المتراجعة يواجهها رئيس التيار، جبران باسيل، بشكل مباشر، إذ يقوم بحركة وجولات على مختلف المناطق، فيما يلقى اعتراضات كثيرة من اللبنانيين في محاولة لتطويقه ومحاصرته داخل البيئة المسيحية، كما جرى خلال زيارته إلى عكار من خلال تجمّع للبنانيين رافضين لزيارته في عدد من القرى.
وحصل إشكال وتدافع بين مناصري «التيار» وعدد من الشبان على مفرق رحبة في عكار، وأصيب مسؤول التيار في المنطقة طوني عاصي. وأقدم مساء أمس الأول عدد من المواطنين على إحراق صور لباسيل في عكار