لماذا تباطأ الغزو الروسي لاوكرانيا؟


الشراع

من مصادر ديبلوماسية عربية مختلفة مطلعة على الاوضاع العسكرية بين روسيا واوكرانيا استخلصت الشراع الاسباب الحقيقية لتباطؤ حركة الغزو الروسي للبلد الجار ، وجاءت كما يلي :
١- ان فلاديمير بوتين عندما  امر جيشه بغزو اوكرانيا وضع نصب عينيه ان يلغي وجود هذا البلد بطريقة او بأخرى .. سواء بتفتيته او توزيع مناطقه او فصل جنوبه وشرقه عن غربه في عملية تدمير منهجي كما فعل في الشيشان وكما فعل في سورية وتحديداً في حلب ..
٢- ان بوتين وضع على رئيس اوكرانيا فلاديمير زيلنسكي شروطاً تعجيزية تجعله يرفضها تبريراً للخطوة المعدة سلفًا لتدمير البلد الجار او اخضاعه ( هكذا فعلت اميركا مع صدام حسين بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت في 2/8/1990 .. وكانوا يعرفون شخصية صدام حسين وكانوا يدفعونه لرفض كل الاقتراحات التي كانت تقدم له وصولاً الى الحرب ضده بعد ان اصبحت هي الغاية بتحرير الكويت وتدمير العراق ).. لذا اشترط بوتين على زيلنسكي من اجل وقف الحرب ان يتنازل عن القرم لروسيا وان يعترف باستقلال اقليم دونباس ..
٣- ان بوتين لم يتعامل مع زيلنسكي كرئيس دولة مستقلة لذا ما زال يرفض حتى الآن اللقاء وجهاً لوجه معه ، بل انه اعتبره اداة اميركية وان معركة روسيا مع اميركا هي معركة استعادة الثنائية القطبية السابقة لإنهيار الاتحاد السوفياتي عام 1990 وانه اذا لم ينجح بالعودة الى الثنائية هذه فهو يريد اخراج اميركا من اوروبا كلها وليس فقط ابعادها عن حدود بلاده ( يخرج بوتين من اوكرانيا اذا خرجت اميركا من اوروبا .. وهذا برأي دبلوماسي عريق منتهى الغرور والصفاقة .. انها من  الشروط التعجيزيةالروسية )
هل هذا يشرح سبب التباطؤ العسكري الروسي منذ عشرة ايام ؟ يجيب دبلوماسي عربي آخر :
ان بوتين فجع من حجم الخسائر التي لحقت بجيشه في اوكرانيا والرقم تجاوز بالتأكيد عشرة الاف قتيل كثيرون منهم من المراهقين والمجندين وقد اغضبت هذه الأرقام الشعب الروسي ولولا القمع الامني للمظاهرات المناهضة للحرب حيث اعتقل الامن الروسي خمسة الاف متظاهر في يوم واحد  لاستمرت الاحتجاجات ضد الحرب على مدار الساعة .. واصدر الامن الروسي قرارات صارمة متهماً بالخيانة العظمى كل من يناهض الحرب والزم بوتين بطريرك موسكو الارثوذكسي بأن يعلن بأن الحرب في اوكرانيا هي حرب  مقدسة .
اظهرت مقاومة الاوكران ضد الاحتلال الروسي جيش بوتين انه جيش  لدولةمن دول ألعالم الثالث ، وبهذا المستوى فهو لا يستحق ان يكون جيشاً لدولة عظمى تطمح لتشكيل ثنائية مع اميركا لحكم العالم .
٢- ان الاوكران استخدموا تكتيكاً في القتال احرج بوتين حيث ركزوا قتالهم في مناطق الاكثرية الروسية حيث المصانع والمصالح الاقتصادية والمدنيين من اصل روسي.. ولم يكن بمقدور بوتين المغامرة بقتل اعداد كبيرة من الاوكران الروس وهو يخشى اثار ذلك في الداخل الروسي.
٣- ان بوتين حشد 150 الف جندي لمقاتلة الاوكران وقد فتح البازار لاستجلاب المرتزقة من كل مكان واعطى لشركة فاغنر صلاحيات واغراءات عديدة لتوفير مرتزقة  اجانب وروس لتعويض الخسائر البشرية الفادحة في جيشه.
  ويقول دبلوماسي عربي آخر وسط دهشته شخصياً:
ان بوتين يريد ان يجر اوكرانيا واميركا الى حرب تطول حتى يصل الى الانتخابات النصفية في اميركا ليخسر جو بايدن ويعود دونالد ترامب وهو الصديق الشخصي لبوتين والذي يعتبر ان جو بايدن هو عدوه الشخصي... عند ذلك يطمح بوتين الى عقد صفقة بين روسيا وبين اميركا على حساب كل اوروبا ومن ضمنها اوكرانيا وزيلنسكي