عمر حبنجر _ الانباء
رمضان بيروت بلا زينة، ولا مواكب رمضانية تجوب الشوارع والساحات مرحبة بالشهر الفضيل، فالأوضاع الاقتصادية غيبت البهجة، وسرقت الفرح، وتبعات السياسيين أربكت الناس وضاعفت الهموم، فكل يغني على ليل سواه، وأقله منهم مواله من رأسه.
ووسط هذا المتاه، تأتي الانتخابات النيابية والناس بين مقتنع بإجرائها في 15 مايو وبين مشكك، بين ساع لها ومصر عليها وبين من يدعو لها ويدعو عليها.
المراجع الدينية قاطبة مع الانتخابات، المفتي عبد اللطيف دريان، تخلى عن حذره، مفتيا بجواز انتخاب البديل، وان أي بديل سيكون افضل من الأصيل الحاضر في السلطة او الغائب عنها.
واستجابة لهذه الدعوة، أعلنت لائحة «بيروت تواجه» برئاسة الوزير السابق خالد قباني وإدارة فؤاد السنيورة، في حين بدا انه على الرغم من غياب الرئيس الحريري فإن «ملائكته كانت حاضرة» من خلال بعض ذوي الجذور المستقبلية.
والبطريرك الماروني بشارة الراعي من أشد المتطلعين الى الانتخابات، بشطريها النيابي والرئاسي على أمل الوصول الى البديل الذي تحدث عنه المفتي دريان بجرأة، «والتغيير» هو شعار كل من هو خارج المنظومة القائمة، والتي تسعى من خلال تحالف حزب الله مع التيار الحر، الى إبقاء القديم على قدمه. والفراغ يكون بتأجيل الانتخابات، أو بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، من جانب المجلس النيابي الحاضر، والمحلق بجناحي الحزب والتيار. وقد مهد رئيس الجمهورية ميشال عون لذلك في حديثه الى الرابطة المارونية بهيئتها الجديدة، حيث قال بصراحة:«لن أترك موقعي الا وكشفت عن كل فاسد»، وقد بدا من هذا الكلام ملامح تمديد، وليس مجرد تهديد، مشددا على التدقيق الجنائي بحثا عن الأموال الضائعة من حسابات الدولة والمودعين، ما دفع بنقيب الصحافة عوني الكعكي، إلى مساءلة الرئيس عون، عبر افتتاحية جريدة (الشرق) عن الكهرباء والخليوي المسلسة القياد لوزراء تياره الحر، فضلا عن تحويلات مالية ضخمة حصلت قبل 1990!
في غضون ذلك الحراك الانتخابي الناشط بإنفاق دعائي واغرائي ترشيدي للدولار.. فلا مهرجانات خارج وقت اعلان اللوائح، ولا عراضات بالسيارات واليافطات، على نحو ما كان يحصل في أيام العز. وقد دخل الجميع في مهلة تشكيل اللوائح الانتخابية التي تنتهي يوم غد الاثنين ممن وجد من المرشحين لائحة تقله الى صناديق الاقتراع، ومن لم يجد لائحة تؤويه، يعد خاسرا، حتى من دون انتخابات.
وأبرز اللوائح المنجزة لائحة «الأمل والوفاء»، برئاسة الرئيس نبيه بري في دائرة النبطية - الزهراني، الذي تحدث عن 30 مليون دولار وصلت الى جمعيات معنية في هذه الدائرة.
ولائحة «بيروت تواجه» برئاسة الوزير السابق خالد قباني المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة وعائلات بيروت، ولائحة فؤاد مخزومي في الدائرة عينها.
أما لائحة الثنائي - التيار في بيروت الثانية فمازالت تحت الطبع... وطبيعي ان تعلن قبل منتصف ليل غد الاثنين وستكون مؤلفة من 8 مرشحين من أصل 11 مرشحا.
«متن التغيير» عنوان اللائحة التي يرأسها رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والتي أبصرت النور امس، فيما أعلن رئيس حركة الاستقلال ميشال رينيه معوض لائحة «الشمال المواجهة» - شمال الثورة في دائرة زغرتا وجوارها.
أما المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي الياس حنكش، فأكد ان التغيير آت لا محال وان هناك مخاوف من تطيير الانتخابات اما بحدث أمني او بفوضى اجتماعية.