ابرز ما تناولته الصحف العربية ليوم السبت ٢٥ كانون الاول ٢٠٢١


كتبت الأنباء الكويتية :

قرر رئيس الجمهورية ميشال عون التوقف عن توقيع الموافقات الاستثنائية الصادرة عن اللجان الوزارية التي استعان بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لتغطية غياب جلسات مجلس الوزراء، التي يريدها الرئيس عون بمن حضر، بينما يتجنبها ميقاتي، صاحب صلاحية الدعوة اليها، تحسبا لمقاطعة، وربما استقالة وزراء ثنائي حزب الله وأمل.

وبمقابل تعطيل جلسات مجلس الوزراء، استعان الرئيس عون ب‍المجلس الأعلى للدفاع مجددا، ليحل محل لجان ميقاتي الوزارية، التي تعطلت مقرراتها تبعا لامتناعه عن توقيع مراسيمها. والى ذلك، رد على تعطيل الثنائي لجلسات الحكومة، بتعطيل مجلس النواب، الذي لم يعد بوسعه الاجتماع قبل بدء دورته العادية الأولى في 15 مارس 2022، ما لم يوقع رئيس الجمهورية مرسوم فتح دورة استثنائية، تغطي اعمال المجلس خلال الفترة الفاصلة بين انتهاء الدورة العادية الثانية مع نهاية ديسمبر الجاري، وفق المادة 32 من الدستور اللبناني.

وفتح مثل هذه الدورة، كان مدرجا ضمن تفاصيل التسوية الصفقة التي سقطت في المجلس الدستوري، ما لم تعد المساعي الخفية انتشالها، وتكون ولاية هذا المجلس انتهت عمليا بنهاية هذه السنة، وان استمرت قانونيا حتى 21 من مايو المقبل.

وامام التعطيل المتبادل للمؤسسات الدستورية، بين أركان المنظومة السياسية الحاكمة، يستمر تعطيل الحياة العامة في لبنان بمختلف وجوهها الحكومية، والمؤسساتية والمالية والاجتماعية، وتستمر طوابير الموظفين على أبواب المصارف لتقبض مرتباتها بالدولار، والاستفادة من فرص صرفه في السوق السوداء.. ويواصل الجيش اللبناني رفد وزارة الاتصالات بالمازوت لتشغيل المولدات، تحسبا لانقطاع الانترنت، وباقي وسائل الاتصالات، بينما تذهب مناشدات وزير الصحة فراس الأبيض للمواطنين للابتعاد عن التجمعات والاختلاط تجنبا لزحف كورونا ومتحوراتها، أدراج الرياح.

ويظهر ان كل المساعي والحلول، رحلت الى ما بعد عطلة الميلاد ورأس السنة، وليس في الميدان سوى اجترار الخلافات بين رئيسي الجمهورية والحكومة، والثنائي الشيعي، والتي تستغل في تصريحات وتغريدات شعبوية للاستثمار في الانتخابات المقبلة.

بين عون وميقاتي يتراكم الانزعاج، في ضوء ما تسرب عن استياء ميقاتي من قرارات المجلس الأعلى للدفاع الذي يأخذ دور الحكومة ومعها اللجان الوزارية، وبين التيار الحر وحزب الله الأزمة لم تصل الى فض تفاهم مار مخايل، ولن تصل، وفق المصادر المتابعة، لأنه لا غنى لأحدهما عن مظلة الآخر، بدليل امتناع الحزب عن الرد على التسريبات والتلميحات الصادرة عن رئيس التيار جبران باسيل، وقبله الرئيس عون الذي تحدث صراحة عن أخطاء الحزب، وآخر هذه التسريبات ڤيديو لحفل عشاء للتيار لوح فيه باسيل بفك الارتباط مع حزب الله من دون ان يسميه، قائلا: «نهاريللي بدنا نكون فيه مستقويين بغيرنا، عمرنا ما نكون، ويللي ما بيكون معنا ومع قضية الحق معنا، عمرو ما يكون..».

وواضح ان باسيل، يناغش في قوله هذا عواطف جمهوره الحانق على ما وصل اليه التيار بتحالفه مع الحزب.

واكتفت كتلة الوفاء للمقاومة بالرد ضمنا على باسيل بالقول: الابتعاد عن المزايدات السياسية يعالج التباين القائم حيال محاكمة الرؤساء والوزراء والتحقيقات بانفجار مرفأ بيروت.

اما القوات اللبنانية منصرفة عن كل هذا الى التحضير للانتخابات، وقد اختار رئيسها د. سمير جعجع مناسبة الأعياد ليتمنى للبنانيين افضل عيدية، وهي الانتخابات النيابية وما ستحمله من تغيير محتم للنهوض بلبنان من جديد.

ويبدو ان العلاقة بين القوات وحليفها السابق تيار المستقبل، مازالت على غير ما يرام، اذ اعتبرت القوات في تصريحات الرئيس سعد الحريري الأخيرة الى «سكاي نيوز عربية» تهجما عليها والصاقا للتهم بها، وقد رد تيار المستقبل على هذا ببيان وفيه: ليس في تاريخنا ما يشير إلى ممارسات تعمق الانقسام والتشرذم، والتفتت.

وفي هذا السياق، غادر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إلى الإمارات العربية المتحدة للقاء الرئيس سعد الحريري المقيم هناك، لاستطلاع موقفه الأخير من خوض المعركة الانتخابية المقبلة في لبنان، شخصيا او من خلال تيار المستقبل.

رئيس حزب الكتائب سامي الجميل رأى في حديث لقناة «ام، تي، في»، إن مجرد مناقشة صفقة هو مؤشر، لارتفاع منسوب الفجر السياسي، وعند الاستحقاق يعودون الى بعضهم البعض. وعن الميقاتي قال: «انه شريك بالتركيبة، استقال ام لم يستقل التعطيل حاصل»، املا أن يكون هذا الميلاد الأخير في عهد عون.

في غضون ذلك، مازالت تداعيات التعرض لليونيفيل في بلدة شقرا بجنوب لبنان محط الاهتمام، وقد اعتبرت قيادة القوات الدولية، إن الحادث غير مقبول وخرق لاتفاقية وقعها لبنان مع الامم المتحدة، ودعت إلى تقديم المرتكبين إلى العدالة.

ولاحقا صدر موقف عن رئيس الحكومة ميقاتي وآخر عن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ادانا فيه التعرض للدورية الفنلندية التابعة لليونيفيل. واسفت وزارة الخارجية للحادث، وأشارت إلى أنها تنتظر التحقيقات في شأنه، وأكدت رفضها اي شكل من أشكال التعدي على القوات الدولية، وجددت التزام لبنان بالقرارات الدولية، وخصوصا القرار 1701.

وكان بعض أهالي شقرا رشقوا دورية اليونيفيل بالحجارة، أثناء مرورها في بلدتهم بداعي التقاطها صورا لشوارع ضيقة والمعالم، وحصل ذلك وقت إقلاع طائرة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بيروت، بعد ادلائه بكلمات غاضبة ومؤنبة للمنظومة الحاكمة في لبنان، التي لم تكترث لوجوده، ولم تستمع إلى نصائحه بالتوحد والتضامن، وواصل افرقاؤها التراشق بالتهم

وأدرجت المصادر المتابعة ما حصل في شقرا، في خانة الرد على وصف غوتيريش حزب الله بأنه فيل في قاعة من الخزف لا مثيل لها بتحمل حجمه او وزنه.

 

بدوره العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط، القريب من أجواء حزب الله، اتهم غوتيريش بأنه جاء إلى لبنان من أجل إعادة النظر بقواعد الاشتباك، بما يسمح للقوات الدولية بالعمل منفردة في الجنوب، من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ويقال أنه سمع كلاما إيجابيا من بعض المسؤولين، لكن أهالي شقرا كان ردهم مختلفا