ابرز ما تناولته صحف اليوم الجمعة ١٠ كانون الاول ٢٠٢١


أعطى الاهتمام المصري باستقرار لبنان والاستجابة للطلبات التي حملها معه إلى القاهرة الرئيس نجيب ميقاتي، ولا سيما لجهة الإسراع بتزويده بالغاز لتوليد الطاقة الكهربائية بما يسمح لمؤسسة لبنان من زيادة عدد ساعات التغذية، برفع الإنتاج إلى ما فوق الـ1000 ميغاواط، وحماية الشبكة من الانفصال، كلما تدنت نسبة الإنتاج، دفعا للجهود الرامية للحد من تفاقم الأزمات المهددة للاستقرار الداخلي.

وكان اللافت للاهتمام تشديد الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، امام الرئيس ميقاتي، على ان لبنان بحاجة إلى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه، من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب، وأنه اعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الامكانات المتاحة».

وبينما توقع مصدر وزاري ان تحصل مفاجأة غيرمتوقعة، تؤدي الى حل مشكلة شرط الثنائي الشيعي ومطلبه الذي لم يتزحزح عنه، بتنحية المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، على غرار مفاجأة حل مشكلة استقالة وزيرالاعلام جورج قرداحي،برغم ما احاطها من تشدد وتعقيدات من هنا وهناك،لم يطرأ اي تطور، يمكن ان يشكل اختراقا للمشكلة القائمة، وبقي الجمود السياسي والحكومي على حاله وتعليق جلسات مجلس الوزراءمستمرا،بالتزامن مع تسريب معلومات عن اوساط بعبدا والسراي الحكومي، تنفي حصول خلافات بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بمعزل عن حل عقدة الثنائي الشيعي، مع التأكيد على التوافق بينهما،بمختلف المسائل والمشاكل المطروحة، فيما استمر تسريب معلومات عن اوساط بعبدا، تحمِّل فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية عدم تنفيذ، ما تم الاتفاق عليه في لقاء بعبدا الثلاثي، ولاسيما الشق المتعلق به بخصوص، اتخاذ الإجراءات الايلة لتشريع آلية عمل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب المنبثق عن المجلس النيابي،كمخرج مقبول لفصل ملاحقة الرؤساء والوزراء والنواب عن صلاحية المحقق العدلي، بينما تبقى ملاحقة بقية الموظفين والعسكريين والمدنيين المطلوبين للتحقيق من صلاحيته.

ولكن بالمقابل، تنفي مصادر نيابية هذه الاتهامات،وتعتبر ان من تملص مما تم الاتفاق عليه بلقاء بعبدا هو رئيس الجمهورية، بعدما حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ممارسة دور ملتبس، بتسجيل حضور شكلي لنواب كتلته مع تجنب تصويتهم على التخريجة المطلوبة، ما عطل الحل المقترح وابقى المشكلة تدور بحلقة مفرغة.

وتستحضر المصادر النيابية ما ورد في مضمون البيان الصادر عن تكتل نواب التيار الوطني الحر مؤخرا، بخصوص انتقاده، لتسيير اعمال الحكومة من دون انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وتصويبه بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة، لتؤشر الى الخلاف الحاصل بين الرئاستين الاولى والثالثة، مع كل محاولات التهرب وانكار هذا الواقع.

ولا تنفي المصادر استمرار حركة الاتصالات والمشاورات البعيدة من الإعلام لحل مشكلة تعليق جلسات مجلس الوزراء، وطرح أكثر من صيغة حل، الا ان كل المحاولات المبذولة، لم تؤد الى النتائج المرجوة، بسبب محاولات ربط هذه الحلول بمكاسب سياسية محددة، لهذا الطرف أو ذاك، ما ادى الى بروز تعقيدات وعراقيل، ادت الى تعطيل الصيغ المطروحة للحل حتى الان.

وعليه، بدا ان السباق يحتدم بين الجهد الحكومي وجهد المتلاعبين بمصائر اللبنانيين، عبر التلاعب بأسعار صرف الدولار في السوق السوداء، وتالياً أسعار السلع والحاجات الضرورية، مع اقتراب الأعياد المجيدة (الميلاد ورأس السنة)، وكأن قدر المواطن اللبناني ان تودعه سنة بالمشكلات المتفاقمة، وتستقبله سنة مقبلة بأعياد إضافية، على الرغم من اقدام مصرف لبنان إلى رفع سعر صرف الدولار الاميركي من 3900 ليرة لبنانية إلى 8000 ليرة، وفقا للتعميم الرقم 151، مع الأخذ بعين الاعتبار الحد من نمو الكتلة النقدية وتاثيرها على نسبة التضخم يحدد سقف المسحوبات الشهرية بحد اقصاه 3000/د.أ للحساب الواحد.

وفي محاولة لرفع المسؤولية، جاء في بيان المصرف المركزي ان مصرف لبنان يُؤكّد ان انصاف المودعين والحفاظ على اموالهم لا يمكن ان يتم الا من خلال وضع الخطة المنوه عنها اعلاه وتنفيذها، ويؤكد ايضا على ضرورة ملاقاته من خلال اتخاذ الاجراءات المناسبة والمبادرات الاساسية لدعم الاقتصاد وحمايته من زيادة نسبة التضخم.

وملف المودعين، كان على طاولة الاجتماع بين الرئيس نبيه برّي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في عين التينة التي أعلنت ان الرئيس برّي توافق مع حاكمية مصرف لبنان خلال استقباله الحاكم رياض سلامة على «إعداد إقتراح يضمن قانونية أموال المودعين حتى آخر قرش،وزيادة مقدار قيمة الدفع الشهري بالدولار والليرة اللبنانية قبل البحث بأي صيغة للكابيتال كونترول أو غيره».

وسط هذه المعطيات، انتقل الحدث امس الى القاهرة التي زارها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري مصطفى مدبولي والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، وسمع كلاما مباشرا من الرئيس السيسي مفاده «أن لبنان بحاجة الى وفاق سياسي لاعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب،و أنه اعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الامكانات المتاحة».

في غضون ذلك يُنتظر ان يلبي لبنان ولو جوانب من متطلبات اصلاح العلاقة مع دول الخليج ما يؤدي الى تحسينها مع كل العرب، بعد ما تضمّنته المبادرة الفرنسية– السعودية من بنود واضحة، كإصلاح النظام النقدي والمالي والاداري، عدا السياسة الخارجية المتعلقة بدول المنطقة، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تهريب الممنوعات، للحصول على المساعدات الجدية والأموال والاستثمارات الخليجية المطلوبة. ولعل هذا الامر بحسب المصادر المتابعة بحاجة بدرجة اولى الى استئناف جلسات مجلس الوزراء المعطل، بحيث ان زيارات الخارج لاستجلاب الدعم لا تكفي وحدها طالما ان كل دول العالم تطالب لبنان بأن يساعد نفسه قبل ان يساعده العالم. 

ميقاتي في القاهرة

وكان الرئيس السيسي قد استقبل ميقاتي بحضور رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل. وجرى على مدى ساعة وربع الساعة عرض العلاقات اللبنانية- المصرية والوضع في المنطقة.

وصدر عن الرئاسة المصرية بيان مما جاء فيه: «اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني». 

اضاف: وأشاد رئيس الوزراء اللبناني بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي.

 وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية: أن اللقاء تناول استعراض مستجدات المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية».

كذلك أجرى ميقاتي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي محادثات ثنائية ظهرا في مقر رئاسة الحكومة المصرية بالقاهرة.واعقب الاجتماع الثنائي محادثات موسعة شارك فيها عن الجانب المصري مساعد رئيس مجلس الوزراء السيدة راندة المنشاوي، الامين العام لمجلس الوزراء اللواء عاطف عبد الفتاح ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير علاء موسي. وحضر عن الجانب اللبناني السفير في مصر علي الحلبي والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.

وبعد الاجتماع قال الرئيس مدبولي عن الاجتماع مع السيسي: عرض الرئيس ميقاتي عددا من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق، وان شاء الله سيتم الاستجابة لهذه الطلبات بأسرع وقت ممكن، وتناقشنا في الجوانب الفنية التي تسرع الخطى في هذا المجال.

ايضا كان للرئيس بعض الطلبات المتعلقة بعدد من الادوية والمواد الغذائية والتي ان شاء الله سيتم تلبيتها فورا، ونحن لن نتأخر على اشقائنا في لبنان. كما تناقشنا في عدد من المواضيع الاقتصادية الخاصة بالتبادل التجاري لتسهيل الاجراءات بين البلدين في المرحلة المقبلة، وايضا ووضع بعض الحلول الفنية الطويلة المدى لربط الطاقة الكهربائية وان شاء الله سندرسها بحيث يتم تنفيذها ربما من خلال القطاع الخاص بين الدولتين.

وتابع: ايضا توافقنا ان يتم عقد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في اقرب فرصة في لبنان واتشرف بزيارة اشقائنا اللبنانيين في المرحلة المقبلة.

وزار ميقاتي والوفد المرافق مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، حيث استقبله الامين العام أحمد ابو الغيط، في حضور عدد من معاونيه.

 بعد الزيارة قال ميقاتي: اعلم تماما جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق، ونحن كعرب نتطلع الى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي نتصالح مع بعضنا البعض، لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح وعلينا ان نكون جميعا يدا واحدة، ويد الله مع الجماعة.

وصدر عن جامعة الدول العربية بيان اوضح أن ابوالغيط، «اكد دعم الجامعة المستمر للبنان من أجل الخروج من الأزمة المستحكمة التي يعيشها، بكل ما تنطوي عليه من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة يُعاني منها المواطن اللبناني. وشدد على الثقة في قدرة الرئيس ميقاتي على إدارة الإصلاحات المأمولة، لما يتمتع به من حكمة وشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية».

وفي الإطار العربي، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي عقده امس، مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني أنه «لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان، والمهم أن نرى إصلاحات حقيقية». وتابع «يجب أن نرى أفعالا وليس أقوالا من الحكومة اللبنانية».

وشدد على أن «الأزمة في لبنان بين حزب الله والشعب اللبناني».

إلى ذلك، أشارت الناطقة باسم ​وزارة الخارجية الفرنسية​ آن-كلير لوجاندر، بحسب قناة «العربية»، إلى أن «اتفاق ​فرنسا​ و​السعودية​ مهم جداً بشأن آلية المساعدات للبنان».

وفي سياق تطوّر الخلاف بين النائب جبران باسيل وفريق حزب الله في السلطة وخارجها رفض بشدة رئيس التيار الوطني الحر قرار وزير العمل مصطفى بيرم، السماح للفلسطينيين بأداء وظائف كانت ممنوعة عليهم.

«قرار وزير العمل السماح للفلسطينيين ومكتومي القيد بممارسة عشرات المهن المحصورة باللبنانيين مخالف لقانون العمل وللدستور وهو توطين مقنّع ومرفوض. ندعو النقابات لكسره امام مجلس شورى الدولة، واللبنانيين لعدم الالتزام به. ما بتمرق هيك قصة! وما رح نسمح بتشليح اللبنانيين «وظائفهم بهالظروف».

ويعقد بيرم مؤتمرا صحافيا اليوم للرد على ما أثاره باسيل.

وفي إطار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، أوضح نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ان «وفد الصندوق جاء بصيغة مصغّرة، وهدف زيارته تعرّف رئيس البعثة الجديد على المسؤولين اللبنانيين». 

وأضاف في حديث تلفزيوني: نحن بحاجة الى موافقة مجلس الوزراء للبدء بالخطة، وإن لم يلتئم المجلس فهناك صعوبة في المفاوضات مع صندوق النقد. الوفد التقى مسؤولين، ولم تقتصر اللقاءات على البروتوكول بل دخلنا في السياسات والاستراتيجيات ونأمل ان تأتي بعثة موسّعة أوائل السنة المقبلة لندخل في تفاصيل برنامج التعافي الاقتصادي والنقدي، ونتمنى أن تأتي في نصف شهر كانون الثاني. 

 وتابع: هناك اتفاق على الارقام بشكل مبدئي وما زلنا ندرس كيفية معالجة هذه الفجوة، ومن المتوقع ان نبدأ بتطبيق خطة التعافي الاقتصادي منتصف كانون الثاني 2022. وقال: إن مشروع الـ»كابيتال كونترول» المقدّم، نتج عن مشروعين مقدمَين من لجنة المال والموازنة ومن لجنة الادارة والعدل، وبناءً على توصيات صندوق النقد الدولي. والمهم ان نأخذ في الاعتبار ان الـ»كابيتال كونترول» هو لحماية المودِع قبل اي شيء آخر.

بيطار والدعاوى

على صعيد تحقيقات إنفجارمرفأ بيروت، تقدّم الوزير السّابق رشيد درباس، بوكالته عن رئيس الحكومة السّابق حسان دياب، أمام المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، بدفوع شكليّة تتناول صلاحيّة كلّ من المجلس العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.فيما يرتقب مزيد من الضغوط والدعاوى على البيطار، بينما تشير المعطيات الى انه سيستمر في عمله كالمعتاد ولن يتوقف عند أي عرقلة، وهو داوم في مكتبه امس، وتحدثت المعلومات عن انه سيلتقي أهالي عدد من الموقوفين وربما بعض أهالي الضحايا.

بكل عرس قرص

ومن افريقيا، وصلت طلائع بـ «أوميكرون»، فأعلن وزير الصحة فراس أبيض «ان هناك حالتين موجودتان في الحجر الكامل منذ وصولهما إلى لبنان، وهما بصحة جيدة والاعراض خفيفة». وهكذا يكون لبنان الذي يعيش رعب الكورونا مع ارتفاع اعداد المصابين، وحتى المتوفين، «له بكل عرس قرص».

685162 إصابة

صحياً، سجلت ​​وزارة الصحة في تقريرها اليومي، 1836 اصابة جديدة بفايروس «كورونا»، مما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020 إلى 685162 إصابة، وتسجيل 10 حالات وفاة.