كتبت راجانا حمية في "الأخبار"
عدّاد كورونا في ارتفاع. هذه حصيلة المراقبة لعدد الإصابات ونسبتها الى عدد الفحوصات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. التراجع النسبي الذي شهدناه في أواخر أيلول وبداية تشرين الأول، ربطاً بانتهاء موسم الصيف وسفر المغتربين. لكن المؤشرات منذ منتصف الشهر الماضي تقول إن هناك تغييراً في شكل ومضمون العدّاد وعلى مستويَي الإصابات والوفيات.
ومع ذلك، فالمعنيون بالإدارة الصحية لا يدعون الى القلق الكبير وليس هناك إشارات الى إجراءات خاصة ستفرضها وزارة الصحة والحكومة. ومع ذلك فإن أحداً لا يجزم بدخول البلاد ذروة جديدة، إلا أن ذلك لا يلغي أن المرحلة التي يقف فيها لبنان عند المستوى الثالث من التفشي المجتمعي (كان قد وصل في مراحل التعافي إلى المستوى الأول)، وهذا ما يقود الى وضع لبنان اليوم في خانة الترقب والمتابعة الدقيقة للوضع. وسبب الخشية كما نقل عن وزير الصحة فراس أبيض، هو «تفلّت» جديد يحصل في لبنان خلال الشهر المقبل، وتحديداً عشية وخلال فترة أعياد آخر السنة، مع التذكير بالكارثة التي أصابت البلاد العام الماضي جراء التساهل غير المبرر في الإجراءات بحجة فتح البلاد اقتصادياً وسياحياً.
صحيح أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا، اليوم، تسجّل ارتفاعاً في معظم دول العالم نتيجة دخول متحورات جديدة، ومنها متحوّرا «لامبدا
LAMBDA» و«مو MU»
سريعا الانتشار، إلا أن الهاجس في العداد اللبناني يكمن في التفلت من الإجراءات الوقائية من جهة التي تبرز نتائجها في ارتفاع نسبة إيجابية الفحوص التي وصلت أمس إلى 5,7%، وهي «نسبة عالية»، بحسب مستشار وزير الصحة العامة، الدكتور محمد حيدر، ومن تأخر الوصول إلى المناعة المجتمعية من الجهة المقابلة.
مع ذلك، لا يستدعي هذا الواقع، بحسب حيدر، إطلاق جرس إنذارٍ مبكر، لاعتبار أنه لا يزال ممكناً الحديث عن استقرار «طالما أن الأعداد لا تزال تحت عتبة الألف». ويستعيد حيدر أرقام الأسابيع الأخيرة، مؤكداً أنها تتأرجح ما بين 500 إصابة «وأقل من 800». إضافة الى مؤشر غير خطير يتعلق بالحالات المقيمة في المستشفيات التي كانت تعديلاتها طفيفة. أمس، وصلت أعداد الإصابات إلى 713 إصابة، وهو رقم بات مألوفاً اليوم.
أما أعداد الوفيات، فإن كانت لا تدل على الوقت الحالي، لاعتبار أنها عادة ما تعود لمصابين قبل ثلاثة أسابيع، إلا أنها تعدّ أحد المؤشرات الأساسية لقياس مسار الفيروس، وخصوصاً أنها في حالة تصاعد هذه الفترة. فبعدما وصلت الأعداد في مرحلة التحسن (المستوى الأول) إلى حالة وفاة واحدة أو اثنتين على أبعد تقدير، تتراوح اليوم ما بين 5 إلى 8 وفيات. وفي هذا السياق، يشير الدكتور جاك مخباط إلى أن «الأيام والأسابيع المقبلة قد تكون المعيار». وبالعودة إلى الأرقام التي يسجلها عداد الوفيات، يلفت مخباط إلى أن «98% من المتوفين هم من كبار السن الذين لم يتلقوا اللقاحات طوعاً أو لم تصلهم اللقاحات بسبب أخطاء إدارية». وبحسب العداد، فإن أعمار المتوفين تتراوح ما بين 60 و85 عاماً.
«هذا متوقع»، هذا ما يقوله الدكتور فادي عبد الساتر، المسؤول عن فحوص pcr في مطار بيروت الدولي، معتبراً أن «خط الرجعة إلى المربع الأول أمر ممكن في أي لحظة، وخاصة أننا لم نصل اليوم الى المناعة المجتمعية». أضف إلى ذلك ما يذهب إليه عبد الساتر لناحية حدوث بعض الإصابات بين الملقّحين قبل 6 أو 8 أشهر، وهذا ما يطرح سؤالاً عن مدى اكتساب المناعة، «وأدّيش ممكن تهدّينا».
يشار الى أن الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة تشير الى أن عدد المسجّلين على المنصة لتلقي اللقاح بلغ نحو مليونين و895 ألفاً و400 شخص، أي ما نسبته 53.1 بالمئة من عدد السكان المستهدفين (ما فوق الـ 12 سنة)، بينما بلغ عدد متلقّي الجرعة الأولى نحو مليون و880 ألف شخص، أي ما نسبته 34 بالمئة، بينما تلقّى نحو مليون و660 ألفاً الجرعتين. وتسعى الحكومة إلى رفع الأرقام بنسبة 25 بالمئة في غضون أسابيع، مع الإشارة الى بداية تلقّي مجموعة من الملقّحين الجرعة الثالثة المعززة.