كارثة في طرابلس: سرقة شاملة والخسائر تفوق المليون دولار


استفاق تجار سوق الخضار الجديد في طرابلس على سرقات شملت كلّ محتوياته

وتشير المعلومات الى أنه تمّ نهب المولّدات والثلاجات وأعمدة الكهرباء والأدوات الصحية، وحتى كاميرات المراقبة لم تسلم من عصابة قامت بإفراغ كل شيء، بعدما دخلت اليه خلسة عبر فتح منافذ وقطع الأسلاك الحديدية وقدرت الخسائر بملايين الدولارات.

نقيب تجار ومعلمي سوق الخضار والفواكه

نقيب تجار ومعلمي سوق الخضار والفواكه عزام شعبو وصف الوضع بالكارثي، إذ لم يبقَ من السوق إلّا مشهد أبواب مخلوعة في جريمة تتحمل مسؤوليتها أطراف تحمي بعض العصابات التي تتنقل بحرية.


وناشد شعبو بلدية طرابلس كونها الجهة المسؤولة عن حماية أمن السوق، بعد أن تسلّم رئيس البلدية رياض يمق مفاتيحه قبل فترة زمنية.

كما دعا وزير الداخلية بسام مولوي الى فتح تحقيق سريع في الجريمة التي وقعت، وطالب بمعاقبة المتسبّبين ومحاسبة الجهة المسؤولة عن حماية سوق الخضار الجديد من حوادث الاعتداءات على التجار وممتلكاتهم وضرورة قيام شرطة بلدية طرابلس بعملهم على الوجه الأكمل.

وأشار شعبو الى تكرار حوادث السرقة وتعرّض بعض التجار والعاملين في السوق الجديد والقديم الى اعتداءات من قبل مشبوهين، لافتًا الى أن سوق الخضار الجديد يعتبر ثاني أسواق لبنان بعد سوق بيروت من حيث القدرة على استيعاب وتسويق كميات كبيرة من الخضار والفواكه المحلية، ومصدرا أساسيا لجميع المزارعين على كافة الأراضي اللبنانية، وما حصل سيتسبّب بتشريد مئات العائلات الطرابلسية الى الشارع.

تجار التبانة

وكان تجار سوق الخضار في التبانة عقدوا اجتماعًا طارئًا تدارسوا خلاله الخطوات المقبلة، وطالبوا بضرورة توفير حراس للسوق من قبل شرطة البلدية بأسرع وقت، نظرًا لما حدث من تكرار للسرقات خصوصا في الأشهر الأخيرة والتي تضاعفت بشكل واضح على أغلب محتويات السوق، كما وصلت الى حد استهداف بسطات البائعين المنتشرة في الطرقات مسببة خسائر كبيرة لهم.


ولفت التجار الى أن خسائر السوق الجديد تفوق المليون دولار وذلك من خلال ما يفقد بشكل شبه يومي على الرغم من وجود بوابات حديدية وجدران باطون تحميه، ومن الصعب أن يستطيع أحد التسلّل الى داخله، مُطالبين بضرورة توفير حراسة خاصة للسوق الذي دخله السارقون وقاموا بارتكاب جريمتهم بهدوء أعصاب، إذ إن سرقة الأدوات الكهربائية والصحية والمحتويات الاساسية لا تتمّ بوقت سريع بل تحتاج لشاحنات تستوعب هذا الحجم من الكميات المسروقة، حتى بات التاجر يخشى على نفسه من انتقام هؤلاء اللصوص، داعين الى تكثيف الحماية منعًا لحدوث ما لا تُحمد عقباه.

عدد من أعضاء بلدية طرابلس استغرب التأخير الحاصل لجهة تسليم سوق الخضار الجديد في منطقة المهجر الصحي الفاصل بين طرابلس ومدينة الميناء للبدء بالعمل فيه، على الرغم من مرور عامين على تسلم رئيس البلدية رياض يمق مفاتيحه، والذي شيّدته بلدية طرابلس قبل أكثر من عشرة أعوام بتكاليف باهظة.

وكانت قد بدأت مفاعيل التأخير السلبية بالظهور في موقع السوق، حيث تحوّلت مداخله إلى مكبّ للنفايات وتحوّلت أرصفته الى مخازن تؤوي الكلاب الشاردة  في ظل غياب تامّ لأعمال الحراسة لسوق كلّف بلدية طرابلس ملايين الدولارات.

عضو مجلس بلدية طرابلس

بدوره، دعا توفيق العتر عضو مجلس بلدية طرابلس إلى تشغيل السوق لتلافي تلف مرافقه التي بدأ يتآكلها الصدأ، فيما تجار سوق الخضار ينتظرون منذ عدة أعوام الافتتاح الموعود الذي طال أجله للاستفادة من نتائج عمل السوق الإيجابية لجهة ضبط الأسعار والنوعية وتخفيف ظاهرة احتلال الأرصفة وفوضى العربات المتنقلة ومزاحمة العمالة الأجنبية.

وناشد العتر المعنيين استكمال كل الخطوات الإدارية واللوجستية لانطلاق مسيرة العمل في السوق ليخدم تجار طرابلس والمناطق المحيطة به، متهمًا رئيس بلدية طرابلس في الوقت نفسه بالتقصير ودعاه الى مُصارحة التجار وكشف المعرقلين والأسباب الموجبة للتأخير.

المصدر: فادي منصور - موقع "العهد"