نايف معلوف بعد استقباله المحافظ عبود يتناولان شؤون بيروت وشجونها
خطوة غير مسبوقة قام بها محافظ بيروت الحالي القاضي مروان عبود، عصر هذا اليوم الخميس (11/11/2021)، بانتقاله من مكتبه في الوسط التجاري إلى الأشرفية، لزيارة المحافظ الأسبق د. نايف معلوف الذي كان مثال الإداري من حيث نظافة الكفّ والشفافية والتهذيب والأخلاق والتشدّد في اعتماد النصوص القانونيّة في إنجاز معاملات المواطنين. وبسبب هذا الأداء المتميّز، حورِبَ كثيرًا، إلى أن قدّم استقالته وانتقل في عهد الرئيس الياس الهراوي إلى القصر الجمهوري ليتولّى مهمّات إداريّة قبل أن يُحال إلى التقاعد. ولهذا الانتقال قصّة ستدخل حتمًا في كتاب عن ذكريات المرحلة الماضية، قد يصدره الدكتور معلوف إذا سمحت له الظروف الصحيّة. ومن المعروف عن المحافظ الأسبق أنّه أحد، بل أبرز مؤسّسي جامعة البلمند وكان عضوًا في أوّل مجلس أمناء لها. وهو في منزله يحتفظ بملفٍّ جامعٍ عن تأسيس هذه الجامعة وما هي العقبات التي كادت تمنع قيامها لولا تدخّله شخصيًا مع وزارة التربية التي كان أحد أركانها، وهذا فصلٌ آخر من فصول الإنجازات التي حقّقها خلال العقود الخمسة الماضية، منذ أن شغِل منصب مدير التعليم الابتدائي في وزارة التربية بعد تولّيه إدارة مدرسة البشارة الارثوذكسيّة
اللافت هنا أن المحافظ مروان عبود لم يلتقِ يومًا بالدكتور نايف معلوف ولا الأخير التقى به. لكن في الزيارة التي حصلت اليوم، أبلغه القاضي عبود أنّ اسمه استوقفه عندما كان قاضيًا في ديوان المحاسبة وذلك في حدود العام 1994، يومها اطّلع في أثناء مراجعته أحد الملفّات على اعتراضٍ متعلّق بالمحافظة قدّمه معلوف بشأن قرارٍ وزاري مخالف للقانون وأبى أن يوقّع عليه. ومن يومها حَفِظَ مروان عبود اسم الدكتور معلوف، متمنّيًا أن يلتقيه يومًا، فدارت الأيّام ومرّت السنون وشاء القدر أن يجمعهما في هذا اللقاء. وعندما جرى اتّصال قبل أسبوعَيْن بين الرجلَيْن بمسعًى من أحد الوسطاء وتقرّر خلاله أن يلتقيا للتعارف عن قرب، كانت رغبة الدكتور نايف أن يبادر إلى زيارة المحافظ عبود لتهنئته بالمنصب الجديد ولو متأخرًّا، لكنّه اعتذر لأسبابٍ خاصّة جدًّا تحول دون الانتقال من منزله، فسارع القاضي عبّود إلى تلقّف المبادرة وإعلامه بزيارة له في غضون ايّام
وهنا بعد تقديم كتابه الأوّل خوابي العمر لضيفه الكريم
دام اللقاء ساعة ونصف الساعة تناول خلاله الطرفان أحاديث شتّى العقبات الكثيرة التي يعانيها المحافظ عبود جرّاء الأوضاع السائدة في العاصمة بيروت، وما أكثرُها. كما كان هذا اللقاء مناسبة قدّم خلالها الدكتور معلوف كتابَيْن لضيفه الكريم، الأوّل باللغة العربيّة وعنوانه “خوابي العمر” والثاني بالفرنسية واسمه
Je me souviens.
الانطباع الذي خرج به المحافظ الأسبق من لقائه مع المحافظ الحالي هو أنّ هذا القاضي عبود عفوي وصادق وصريح ومترفّع ومتواضع وطامح إلى تحقيق الكثير من الإنجازات. إنّ وجوده في هذا المنصب يرفع من قيمة الكرسي التي يجلس عليها لا العكس
س: وهل ستردّ له الزيارة قريبًا؟
ج: آمل، إذا سمحت الظروف، فالخطوة التي قام بها تجاهي أسَرَتني كثيرًا، وكلمات الشكر لا تكفي وحدها