المسار الحالي في قضية المرفأ لن يوصل إلى الحقيقة".. نصرالله: الضغوط على القضاء بكمين الطيونة قد تدفع الأهالي للأخذ بالثأر


اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، أنّ "الجهات القضائية المعنية بملفّ التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت تمارس الاستنسابية وتخضع للسياسة"، لافتاً إلى أنّ "ما جرى في اليومين الماضيين يؤكد كلّ ما تحدثنا عنه خلال عام".

وفي كلمة متلفزة حول آخر المستجدات السياسية، مساء الجمعة، سأل نصرالله: "هل يوجد اليوم في القضاء اللبناني قاضٍ يجرؤ على أن يأخذ قرارًا بتنحية القاضي العدلي؟"، مشيراً إلى أنّ "هناك قاضياً تقدم في هذا الاتجاه لكنهم هددوه وحاربوه وما يجري الآن هو أن بعض القضاء اللبناني يحمي بعضه البعض".

وأشار إلى أنّ "كل المعطيات تقول أن القضاة المعنيين بملف مرفأ بيروت هم في دائرة الاتهام والشبهة"، مؤكداً أنّ "المسار القضائي الحالي في قضية المرفأ استنسابي لن يوصل إلى الحقيقة". 

وعن قضية أحداث الطيونة، قال نصرالله إنّ "الموضوع تحوّل إلى القضاء العسكري ولكنه منذ الأيام الأولى تعرض هذا القضاء لضغوظ كبيرة من جهات دينية وسياسية".

وأضاف: "أُطلق سراح بعض الموقوفين ويستمر الضغط لإطلاق بقية الموقوفين"، مشيراً إلى أنّ "ضغوط الجهات السياسية والدينية على القضاء استهتار بالشهداء والجرحى وعائلاتهم وبالجهات التي ينتمون اليها".

ورأى أنّ "ما تمارسه الجهات السياسية والدينية من ضغوط على القضاء قد يدفع الأهالي للأخذ بالثأر"، محذراً من أنّ "الاستمرار بالمسار الحالي في قضية كمين الطيونة خطر ويمكن أن يدفع البلد إلى الفتنة". 

وأشار نصرالله إلى أنه "عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته يعني نحن أمام سيادة منقوصة، وعندما نشهد في كل يوم التدخل الأميركي السافر في القضاء والسياسة والأمن والانتخابات النيابية المقبلة هذا يعني سيادة منقوصة".

وأكد أنه "ما دام لبنان في دائرة التهديد الاسرائيلي المتواصل يعني نحن في قلب معركة الاستقلال والسيادة، وكنا قد انتصرنا في العديد من مراحلها ونحن واثقون أننا إن واصلنا الطريق بعزم وثبات فأمامنا مزيد من الانتصارات".

وأشار سماحته إلى أن "وضع حزب الله على لوائح الإرهاب قد يكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية"، معتبًرا أنه "زلنا في قلب معركة الاستقلال والسيادة والحرية، وسنواصل هذه المعركة وواثقون بعون الله أن أمامنا المزيد من الانتصارات".



وأكد أن "كل العقوبات لن تقدم ولن تؤثر على عزم وتصميم وإرادة المقاومين ولا في وعي البيئات المساندة لحركات المقاومة".

وتناول نصرالله ملف فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن "ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضًا هو أمر خطير، مضيفًا "نحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول قد قررنا تفعيل هذه الخطة 100 %".

واعتبر أن "وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أيًا تكن الصعوبات"، متوجهًا لوزير الصحة بالقول: "نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات"، معتبرًا أنه "ليس مهمًا وزير الصحة لأي خط سياسي ينتمي فالبلد في خطر وكما في الوزارة السابقة نضع كل امكانياتنا حاليًا في خدمة الوزارة الحالية".

كما دعا رئيس الحكومة والجهات المعنية إلى إعادة النظر في القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض الأدوية، لافتًا إلى أنه يجب إعادة النظر بالقرارات الأخيرة "فلا يجوز رفع الدعم عن بعض الأدوية فليس مبررًا أنه ليس في الدولة المال الكافي لذلك"، وأن "هناك آلاف الأشخاص نتيجة هذه القرارات غير المحسوبة هم في معرض الموت"، كما دعا "لإلغاء وزارات وموازنات فهناك آلاف من الناس عرضة للموت وهذا الشيء ليس له علاقة بالمزايدات السياسية".

 
وذكر نصرالله بأنه "أمام طوابير الذل على المحطات ونمو السوق السوداء وفقدان المادة أعلنا أننا إذا بقي الموضوع على حاله سنلجأ إلى إيران لنشتري منها ضمن تسهيلات بنزين ومازوت لمعالجة الوضع اذا استمر على ما هو عليه".


وأضاف: "الآن المادة متوفرة في الأسواق ولا يوجد طوابير ذل، لكن مع ذلك لم نخرج من الوعد المشروط الذي انتفى بانتفاء الشرط لكن ذهبنا لمحاولة المساعدة في تخفيف المعاناة".

وقال: "لا نريد الحلول مكان شركات المشتقات النفطية، لكن ما أردناه هو المساهمة في تخفيف الأزمة"، مؤكدًا "أنّنا معنيون بنقل عشرات الصهاريج من بانياس إلى بعلبك يعني 250 كلم في الوقت لو تم معالجة هذا الموضوع بأن تأتي البواخر إلى الزهراني أو طرابلس لكان الموضوع أفضل".

ولفت إلى أن "لضغوط الأميركية على الحكومة دفعتنا نحو استقدام المازوت عبر سوريا بالرغم من الصعوبات".


وحول مبادرة المازوت الإيراني، أضاف: "المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة".

وأوضح "أنّنا قمنا بإيصال المازوت مباشرة إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل بالرغم من مشقة هذا الأمر"، وأشار إلى أن "قيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار".

وعرض نصرالله بالأرقام ما قدّمه "حزب الله" من مساعدة محروقات، قائلاً "قدمنا المازوت خلال شهرين الى 80 مؤسسة من دور العجزة والأيتام وكذلك 320 بلدية لتشغيل آبار المياه و22 مستشفى حكومي و71 فوج اطفاء في الدفاع المدني الرسمي".

كما أعلن أن المرحلة الأولى من مبادرة المازوت "كانت كلفة الدعم التي تحملناها 7 مليون و750 ألف دولار"، منوّهًا إلى "إيقاف المرحلة الأولى من توزيع المازوت قبل أيام استعدادًا للمرحلة الثانية".

وتابع قائلا "اعتمدنا آلية بيع وتوزيع بطيئة ومعقدة نوعا ما وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحقق تأخذ وقتًا لنضمن أن المازوت الإيراني المدعوم يصل إلى من يستحقه ولا يذهب إلى السوق السوداء".


وأضاف "تحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت عشرة ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محددة في لبنان".