القلوب الملآنة تنفجر في عين الرمانة!!؟


 بقلم حسن صبرا _ مجلة الشراع 

لا يستحق علي حسن خليل ومن معه ان تسال نقطة دم واحدة دفاعاً عنه...
ولا يستحق عناد طارق البيطار سوق البلد الى حافة حرب طائفية ... 

غير ان الدم سال ولبنان استعاد في ساعات ملامح الحرب التي انطلقت من المكان نفسه لكن ولاسباب اخرى واستمرت خمسة عشر عاماً مر خلالها علي خليل وامثاله وطارق البيطار وامثاله ونسيتهم الناس لكثرتهم وما ذكرتهم الا في الذكرى السنوية للمأساة التي سببها كل من موقعه ... وليس الآن وقت تحديد المواصفات والاحجام والفارق الضخم في السلوكيات لأن كل واحد في مكانه ادى دوره في التفجير الاولي الذي ما زال بالامكان تدارك تداعياته ..
مرور بوسطة مقاتلي احمد جبريل في عين الرمانة يوم الاحد في 13/4/1975 ادى الى الحرب الاهلية التي اندلعت منذ ذلك التاريخ وقد سبقتها مقدمات ربما كان اخطرها اغتيال القائد الناصري في صيدا معروف سعد .
تنظيم مظاهرة شيعية للتوجه الى قصر العدل احتجاجاً على قرارات طارق البيطار ادى الى المواجهة الدموية بعد ان أعدللمتظاهرين الشيعة ( حزب الله وامل) كمين سقط فيه عدد من القتلى ما زالت اعدادهم ترتفع جراء جروح البعض البليغة .
في عين الرمانة عام 1975 كان الهدف هو السلاح الفلسطيني ... والقوى اللبنانية التي تؤيده او تحتمي به .. ومنها المسلمون واليسار وكل القوميين العرب ..
   في الطيونة 2021 كان الهدف هو سلاح حزب الله والقوى اللبنانية التي تحتمي به وتحديداً ميشال عون وصهره الصغير ومن معهما. 
وفي التاريخين كان المتهم بالتفجير هو حزب الكتائب (القوات اللبنانية خرجت من رحم الكتائب بقرار من مؤسسها الكتائبي ابن المؤسس بشير الجميل ) . 
   الجراح شيعية لكن بقية المسلمين الذين ليسوا على علاقة جيدة مع الحزب والحركة خصوصاً في تنظيم مظاهرة حماية لأمثال علي حسن خليل ليسوا ايضاً مع قرارات طارق البيطار الاستنسابية التي ما استهدفت سوى مسلمين بدءاً من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق واللواء عباس ابراهيم . 
  والرابح في الجولة هذه هي القوات اللبنانية وحزب الكتائب لكن بقية المسيحيين الذين يتباكون ليلاً نهاراً على الحقوق المسيحية وقعوا بين سندان المزايدات دفاعاً عن هذه الحقوق ليكسبوا مسيحياً عبر مواقع ومراكز ومناصب لجماعة عون فقط وبين مطرقة الذي اوصلوهم الى كرسي الحكم على الرغم من كل تاريخهم المعادي فإذا بجبران باسيل في لحظة الاستحقاق يصدر بياناً يدافع فيه عن الشيعة ويصطف ضد بقية المسيحيين الذين ما كسبوا الجولة عند مسيحيي الاشرفية - على الاقل- الا بنجاحهم في الكمين نفسه .
ولا يمكن الوصول الى هذه النقطة من دون تسجيل ان إحدى نتائج هذا الكمين هي ان القوات والكتائب ظهرا كمدافعين عن المسيحيين وان الصهر الصغير مدافعاً عن الآخرين ... ولكن الامور لا تسير دائمًا في اتجاه حسابي منظم ... فحزب الله الذي يوفر القوة لباسيل سيدرك الحاجة اكثر اليه عندما يعلم ان دفاع باسيل عنه ابعد عنه المزيد من المسيحيين ، وان حامي حما المسيحيين الآن هما الكتائب والقوات !! 
ولن يفيد ما بدا انه توزيع ادوار بين ميشال عون الذي تمسك بسبب المشكلة وهو طارق البيطار  وبين الصهر الصغير الذي دافع عن حق الحزب والحركة في التظاهر ضد البيطار ..
ولعل احد ابرز التعليقات التي سمعناها عن ان حزب الله في مأزق الآن لأنه وهو العارف انه المستهدف الاول في تحقيقات البيطارلن يستطيع الرد على الكمين الجديد الذي نصب له لكن الذين يراهنون على ضم  كمين الطيونة الى خسائر حزب الله في خلدة وفي شويا وفي عاريا ( اي عند بعض السنة وبعض الدروز ) ليستنتجوا بأن حزب الله سيستوعب هذا الكمائن ويصمت فينتقلوا الى المزيد منها لبلوغ النصر عن طريق القضم 
واهمون لأن حزب الله يدرك الابعاد الاقليمية لما حصل ويقدمها على 
اي بعد محلي آخر .. ومثلما ادرك ياسر عرفات ان تعهد حافظ الاسد لهنري كيسنجرعام 1974  بالإمساك بالورقة الفلسطينية  في لبنان تمهيدا ً للتخلص من السلاح الفلسطيني  سيسجل هدفاً اسرائيلياً على حساب منظمة التحرير  فكانت الحرب الاهلية عام 1975 ثم الاجتياح الصهيوني عام 1982 بعد فشل الاسد في تصفية منظمة التحرير طيلة سبع سنوات .. فنجح العدو الصهيوني حيث فشل الاسد ...فإن  هناك من تعهد لاميركا بمنازلة حزب الله في لبنان   بالقضم وليس بالمواجهة المباشرة  .. وقد زاده اندفاعاً هزيمة انصار ايران من الحشد الشعبي في انتخابات العراق الاخيرة ليتابع تسجيل النقاط على الحزب وربما متعهداً بتكرار ما حصل في العراق  في لبنان !! ...

هذا البعد ليس خافياً على حزب الله .. لكن الحزب يخوض معركة دفاعية في لبنان الآن على الرغم من فائض القوة الذي يملكه  مقيداً بالعوامل الاقليمية وايضاً العوامل الداخلية...
١- في الداخل يحمل الحزب اثقالاً من حلفائه اكبر مما يحمل من خصومه وهو المتهم عند كثيرين بأنه يحمي الفاسدين ، والمصيبة ان الاحداث تتتالى لتظهر حاجته الى هؤلاء الفاسدين عن يمينه وعن يساره ..فهل يستطيع الفاسدون حمايته ام هم اثقال تدفعه نحو ما لا يريد ؟
٢- اذا قلنا انه يعاني الآن من تداعيات جريمة تفجير مرفأ بيروت ، فإن المنطق يقول ان هذه الجريمة لم تخرج عن نص المسار العام للأمور  في لبنان التي يسيطر فيها الفاسدون على كل شؤون الحياة في هذا البلد الذي سقط فريسة بين مخالب واسنان الوحوش الذين استباحوا كل المحرمات من اجل مصالحهم وما شبعوا 
٣- يخطىء من يسقط حالة العراق  على لبنان من خلال رهانه على نتائج الانتخابات الا من خلال استحضار البعد الاقليمي اي ما يجري بين ايران واميركا .. فماذا لو اتفقت واشنطن مع طهران ؟ الا يخشى ان تتخلى اميركا عن المسيحيين في لبنان  كما تخلى حافظ الاسد عنهم بعد ان ذهب انور السادات الى القدس في 19/11/1977 ? 
هنا هل ينظر المراهنون على نجاح عملية قضم نفوذ حزب الله بمنظار آخر معتمدين مقياس فشل رهانهم السابق على حافظ الاسد لينتبهوا الى امكانية التخلي الاميركي عنهم كما تخلت واشنطن عن افغانستان ؟ 
وأخيراً 
هل يستحق تحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت ايصال البلد الى حرب اهلية ؟ هل يعمل القاضي طارق البيطار من رأسه ؟ هل سمع المعنيون بما يسمى مصلحة الدولة raison d etat ؟ 
وهل هناك مدخل لمخرج بتوفيرمبلغ كبير من المال تدفع كتعويضات لأهالي الضحايا والذين خسروا بيوتهم ومحلاتهم وسياراتهم ...؟

لقد اعتبر خصوم حزب الله انه حقق هدفاً مهماً له وهو تفويت الوقت على القاضي البيطار لإستخدام صلاحية توقيف المتهمين من النواب قبل انعقاد مجلس النواب في دورة عادية يصبح فيها امر التحقيق مع النواب والوزراء من صلاحية المجلس اعتباراً من عقد اول جلسة له في اول ثلاثاء بعد 15/10/2021 والتي تنتهي في اول ثلاثاء بعد 15/3/2022 ... وهذا يعطي فرصة للبلد والعقلاء لايجاد حل لهذه المعضلة
لبنان يحتاج الى عقلاء وإلى من يحمل الماء البارديرميه  فوق الرؤوس الحامية .
الشراع