هروب زيلينسكي إلى إسرائيل... دعاية روسية تكشفها الحقائق



زعمت مواقع روسية أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يفرّ إلى إسرائيل، على وقع ما وصفته بتراكم الإخفاقات العسكرية في أوكرانيا، إلى جانب الضغط السياسي المتزايد عليه، وانتشار أخبار عن فضائح فساد داخلي لمسؤولين أوكرانيين.



واستندت تلك المواقع إلى تقرير نُشر في 5 كانون الأول الجاري على موقع "ذا ناشونال إنترست" الأميركي، تحت عنوان: "لماذا يتجه المزيد من الأوليغارشيين الأوكرانيين إلى إسرائيل؟".



غير أنّ العودة إلى التقرير نفسه تُظهر تورّط المواقع الروسية في تضليل متابعيها، بهدف تعزيز الدعاية الروسية التي توحي بأنّ الحرب الأوكرانية الروسية، المستمرة منذ أقل من 4 سنوات، توشك أن تنتهي لصالح موسكو.



وشدّد الموقع الأميركي في تقريره على أنّ الحديث عن هروب زيلينسكي حاملاً حقائب من "ثروات الحرب" إلى إسرائيل ليس سوى إشاعة انتشرت في كييف من دون أي دليل.



وأرجع التقرير استمرار تداول هذه الشائعة إلى كون إسرائيل أمست وجهة مفضّلة للأوليغارشيين الأوكرانيين، وهم شريحة صغيرة من أصحاب النفوذ والثروة والمسؤولين السابقين الذين يخشون، وفق الموقع، الملاحقة من الروس ومن الشعب الأوكراني ودافعي الضرائب الأميركيين.



وأشار "ذا ناشونال إنترست" إلى نمط قائم منذ 10 أعوام، حيث استولت النخبة الأوكرانية على ما أمكن وغادرت "من الباب الخلفي" وصولًا إلى تل أبيب. كما لفت إلى أنّ نحو 13000 أوكراني لجأوا إلى إسرائيل بين شباط 2022 وشباط 2023.



وعدّد الموقع الأميركي أسباب اعتبارات الأثرياء الأوكرانيين عند التوجّه إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أنّها توفّر بيئة قانونية ومالية وسياسية ملائمة لأصحاب الثروات الغامضة:



الجنسية عند الوصول: إذ يمكن لأي شخص من أصل يهودي الحصول على الجنسية أو الإقامة الدائمة بشكل سريع.



إعفاء ضريبي لـ10 سنوات: ما يسمح بحماية الدخل والأصول الخارجية، وهو ما يشكّل ملاذًا للمسؤولين ذوي الحسابات "المشبوهة".



مخاطر مساءلة أقل: فإسرائيل ليست الاتحاد الأوروبي، ولا تتبنّى تلقائيًا عقوبات حلف الناتو أو تجميد الأصول عند تداول شبهات فساد.



وبحسب دراسة نشرها معهد الحوار الإستراتيجي (ISD) في لندن، فإنّ مئات المواقع الإخبارية والمدونات الناطقة بالإنجليزية تتغذى على معلومات مضللة مصدرها شبكة "برافدا" الموالية لروسيا، باعتبارها مصادر موثوقة.



وحذّر المعهد من أنّ ربط هذه المواقع بمقالات الشبكة يسهم من دون قصد في تعزيز ظهور الصفحات في محركات البحث والنماذج اللغوية الكبيرة.



كما عبّر خبراء في الأشهر الأخيرة عن مخاوف من محاولة روسيا زرع روايات مؤيدة لها في روبوتات الدردشة مثل "شات جي بي تي" و"جيميناي"، عبر ضخّ كميات كبيرة من المعلومات المضللة.



وتعمل شبكة "برافدا" منذ عام 2014، فيما أظهر الباحثون ارتفاعًا كبيرًا في عدد المقالات التي تنتجها هذا العام، مع نشر نحو 23000 مقال يوميًا في أيار الماضي، مقابل نحو 6000 مقال يوميًا في 2024.



ويبدو أنّ الشبكة تستهدف جمهورًا عالميًا في آسيا وأفريقيا وأوروبا، وفق صحيفة "غارديان" البريطانية.



وأظهرت دراسات سابقة هذا العام أنّ روبوتات الدردشة كرّرت أحيانًا معلومات مضللة روسية عند الرد على استفسارات حول مزاعم مثل تصنيع الولايات المتحدة سلاحًا بيولوجيًا في أوكرانيا، أو تزويد فرنسا كييف بالمرتزقة.



ووجد معهد الحوار الإستراتيجي أنّ 40% من محتوى شبكة "برافدا" الذي التقطته مواقع إلكترونية رئيسية مرتبط بالحرب في أوكرانيا.