قالت صحيفة "الديار": "في وقت يغرق فيه لبنان في أزماته الداخلية، وتزداد الجبهة الجنوبية توترًا، عاد الحَراك الفرنسي ليكسر الجمود الديبلوماسي. فالإليزيه، التي لم ترفع يدها يومًا عن "الملف اللبناني"، تتحرك مجدّدًا بخطوات محسوبة، وسط حديث متزايد عن احتمال قيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بزيارة إلى الجنوب خلال فترة الأعياد لتفقد كتيبة بلاده، في حال توافرت الظروف السياسية والأمنية، على أن تسبقه مستشارته لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر هذا الأسبوع إلى بيروت، في زيارة استطلاعية، بعد أن كانت شاركت في الاجتماعات التي عقدها في باريس، رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في بيروت".
ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية مطلعة تأكيدها "أن باريس تشعر بأن الوقت حان لإعادة الإمساك بخيوط اللعبة اللبنانية، بعدما نجحت واشنطن في فرض إيقاعها خلال الأشهر الماضية، عبر مقاربتها الأمنية للجنوب وملف "الميكانيزم"، حيث إنها بخلاف العاصمة الأميركية، تريد التقدم من البوابة السياسية والاقتصادية، عبر مبادرة محدثة، تحاول الجمع بين الواقعية الإيرانية والانفتاح العربي، تحت مظلّة "تسوية هادئة" لا تصطدم بأي طرف".
وتشير المصادر إلى "أن الزيارة المحتملة لماكرون، لن تكون رمزية كما في السابق، فالإليزيه تريد أن يعود الرئيس الفرنسي هذه المرة بعرض ملموس، يجمع بين الضمانات السياسية وبعض المساعدات التنموية المحدودة، على أن تكون كـ "دفعة على الحساب"، تشجيعا لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، رغم خيبة الأمل الفرنسية من السلطة السياسية اللبنانية".
وختمت المصادر بأن "لبنان بالنسبة إلى ماكرون، يبقى رمز الحضور الفرنسي في الشرق الأوسط، ومساحة اختبار لقدرة باريس على القيام بدور الوسيط الموثوق به في زمن الصفقات الكبرى. لذلك، قد تتحوّل زيارته المرتقبة إلى محاولة أخيرة، لإنقاذ الدور والوجود الفرنسيين، قبل أن تبتلعها ديناميكيات "الشرق الأوسط الجديد"، الذي تعيد واشنطن رسم ملامحه".
