د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
صحيح أنّ تعيين شخصياتٍ معيّنةٍ يمكن أن يولّد شعوراً بالفرح أو الأمل لدى الناس، لكن العبرة تكمن دائماً في الأفعال والمشاريع التي يحملها المسؤولون لمعالجة المشاكل على أرض الواقع.
نواف سلام يتمتّع بسجلٍّ دبلوماسيٍّ وخبرةٍ قانونيةٍ كبيرةٍ، ولكن السؤال الأهم هو، هل يملك رؤيةً واضحةً وقابلةً للتطبيق لإخراج لبنان من أزماته؟
يتمتّع سلام" بك "بسمعةٍ دوليةٍ جيّدةٍ، كما أنّه يبدو مستقلاً عن المنظومة السياسية التقليدية، وهو أمرٌ ينسجم مع رغبة اللبنانيين في التغيير، لكن تعيينه وزراء حسب الكتل النيابية وزيراً واحداً لكل خمسة نواب هل هذا ما كان يحلم به اللبنانيون؟
هل يمتلك فريقاً قادراً على مواجهة التحديات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وإصلاح مؤسسات الدولة المنهارة؟
أُشدّد على الأزمة الاقتصادية والتي تحتاج إلى خبرةٍ تتجاوز العمل الدبلوماسي، فهل لديه فريقٌ اقتصاديٌ قويٌّ قادرٌ على التعامل مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة الاقتصاد؟
ألاعتماد على الرمزية والشعبية وحدها لن يكون كافياً، ألمطلوب هو خطّة واضحة وبرنامج عملي يعالج الأزمات، بدءاً من الاقتصاد وانتهاءً بالإصلاحات السياسية العميقة.
بالتالي، نجاحه يعتمد على عوامل كثيرة، دعم كل القوى السياسية له هل هو موجود؟
وجود خطة شاملة وواقعية هل يملكها؟
ما هو المشروع السياسي الذي يملكه والذي سينقذ هذا العهد؟
إستعداد الشعب اللبناني بأجمعه والمجتمع الدولي لدعمه هل يحققه؟
شخصياً، أعتقد أن فرص نجاحه مرهونة بقدرته على العمل المستقل وبناء تحالفات داخلية ودولية.
وإلى الدبكة القادمة إن شاء الله ..