لأول مرة في لبنان سينتخب الرئيس دون التدخل السوري السابق..



د. ليون سيوفي 
باحث وكاتب سياسي 
سينتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية دون تأثير أو خوف من النفوذ السوري، وسيكون ذلك مؤشرًا على تغيّر كبير في التوازنات السياسية داخل لبنان، وكذلك في طبيعة العلاقات الإقليمية التي أثرت على البلد لعقود.
منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، إثر اغتيال رفيق الحريري وما تلاه من “ثورة الأرز”، تقلّص النفوذ السوري المباشر، لكنه لم ينتهِ تمامًا دورهم لحين الإطاحة بالنظام السابق .. 
سينتخب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهورية اليوم، فهذا يُعتبر حدثًا مفصليًا في السياسة اللبنانية. جوزف عون، بصفته قائد الجيش، يُنظر إليه كشخصية تتمتع بمصداقية وحيادية نسبيًا في ظل الانقسامات السياسية. 
انتخابه قد يعكس توافقًا داخليًا وخارجيًا نادرًا في ظل الأزمات المتراكمة.
ولديه الكثير للعمل والشعب بانتظاره.. 
عليه أن يساهم في إعادة بناء الثقة بين الشعب والدولة، خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي.
قد تكون رئاسته فرصة لإطلاق حوار جدي حول تطوير النظام اللبناني، خصوصًا ما يتعلق بالطائفية.
نجاحه سيعتمد على كيفية إدارة علاقات لبنان بمحيطه وبالمجتمع الدولي لضمان الدعم المطلوب.
انتخاب جوزف عون اليوم قد يخفف من التوترات السياسية في البداية، لأنه شخصية يُنظر إليها على أنها مستقلة نسبيًا وغير محسوبة على طرف سياسي محدد بشكل مباشر
الأزمات الاقتصادية ستظل التحدي الأكبر أمامه. إذا لم يتمكن من تحقيق إصلاحات حقيقية واستعادة ثقة المجتمع الدولي، فقد يواجه صعوبات في إحداث أي تغيير ملموس.
حتى لو كانت شخصيته توافقية، فإن الانقسام السياسي العميق في لبنان قد يعرقل أي مبادرة أو إصلاح يقترحه. 
القوى السياسية التقليدية ستستمر في التصارع لتحقيق مكاسب داخلية، مما قد يُفشل محاولاته للتغيير اتمنى عليه مواجهتهم وبشراسة كما عاهدناه ..
نجاحه في لعب دور جامع يعتمد أيضًا على كيفية إدارة علاقات لبنان مع القوى الإقليمية والدولية،  إذا استطاع تحقيق توازن بين المحاور، فقد يتمكن من إبعاد البلاد عن المزيد من الأزمات.
هناك انعدام ثقة واسع في الطبقة السياسية ككل، ورغم أن جوزف عون قد يُنظر إليه بشكل إيجابي، إلا أنه يحتاج إلى إثبات  وجوّده .
القائد جوزف عون قد يكون فرصة لإحداث نوع من التغيير، لكنه لن ينجح وحده دون دعم داخلي قوي وإرادة حقيقية للإصلاح هذا ان وجدت بين زعماء الميليشيات ..
بالنهاية اتمنى له النحاح والتوفيق فالوطن بحاجة لمن يخرجه من المستنقع عسى ان يكون هو هذا الشخص الذي يتأمل الشعب به ...
مبروك جوزف عون مبروك للبنان ومبروك لشعب لبنان ..