هاني العمري يُعيد إطلاق 'بيروت ما عرفتا' بمونتاج جديد يجسد دمار العاصمة المتجدد


جوسلين جريس _ الاشرفية نيوز

في إطار تعبير فني مفعم بالألم، قدم الفنان هاني العمري أغنيته الجديدة "بيروت ما عرفتا"، التي تبرز كصرخة معبرة عن وجع العاصمة اللبنانية في مواجهة الخراب والدمار. الأغنية، التي كتب كلماتها الشاعر رودي رحمة، تحمل في طياتها مشاعر عميقة وأحاسيس مجروحة تعكس الحالة الراهنة التي تمر بها بيروت.

كلمات الأغنية تقدم صورة مرعبة للمدينة، حيث يقول رحمة:

بيروت ما عرفـتا  
بيروت!  
بيروت رَجْفِة صَدَى مَشلوع عم بيموت!!!  
صَوت الضِّحِك مَقْهور عَم يِبكي  
الياقوت، انْحَبسِت شفافو وْغَصّْ تَ يِحْكي  
يِبكي لـْ حَلا صار الحكي تابوت."

هذه الأغنية التي أطلقها العمري لأول مرة منذ ثلاث سنوات، في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، جاءت آنذاك لتكون صدىً لصوت الحزن الذي سكن العاصمة. أما اليوم، وفي ظل الدمار الأوسع الذي أصاب المناطق مؤخرًا، تم إنتاج مونتاج جديد للأغنية، بمشاهد واقعية تجسد هذا الخراب المتجدد. المونتاج الذي أشرف عليه عبد رمضان، يعكس بوضوح التأثير المأساوي للأحداث الأخيرة، حيث تمتزج الصور المؤلمة مع كلمات الأغنية العميقة، لتشكل لوحة صوتية وبصرية تجسد معاناة بيروت المستمرة.

التوزيع الموسيقي الذي قدمه طوني سابا أضاف بُعداً دراماتيكياً للكلمات، حيث أضفى نغمات توصل الحزن العميق الذي تجتاح به المدينة.


هذه الكلمات تصور بيروت التي كانت مرادفًا للحياة والجمال، وقد تحولت إلى مدينة تجتاحها الأحزان. يعبر النص عن ضياع صوت الفرح وضغط الألم الذي جعل الحكي كالتابوت، رمزًا للموت والصمت المقيت.

كما يواصل النص تصوير الواقع المؤلم للمدينة:

بيروت تِهشُل ما عِدِت خِيفان  
شِربان جِسما دموع ما عْرِفتا  
تِمشي بـِ دَمعا غامْرا لبنان  
لْوين لْـ هَرَبْ يا ربّْ ما لحِقْتا

هذه المقاطع تصور بيروت الغارقة في دموعها، مدينة فقدت هويتها، تتساءل إلى أين يمكن أن تهرب من هذا الألم الذي يلفها. رحمة يستمر في تجسيد المدينة كرمز للدمار والضياع، حتى الليل والشمس باتا "خوتا" من شدة الخراب.

بأدائه الحساس والمؤثر، نجح هاني العمري في إيصال كلمات الأغنية إلى مستوى عالٍ من التأثير، حيث يتناغم صوته مع معانيها الحزينة، وكأنه يوصل صرخة بيروت إلى العالم. "بيروت ما عرفتا" ليست مجرد أغنية، بل هي شهادة على معاناة عاصمة كانت في يوم من الأيام رمزًا للفرح والحياة.

الأغنية تُختتم بنداء حزين للبنان:

"ما في حَدا صارو الْ حَدا مَوتا!!!  
وما ضَلّْ غَير يا رَيْت يا لِبْنان"

هذا النداء يعبر عن الأمل الضائع، في الوقت الذي تواصل فيه بيروت معاناتها وحدها.

الأغنية الآن متاحة على مختلف المنصات الموسيقية التابعة للفنان هاني العمري، وينتظرها الجمهور بشغف كبير، كونها تعكس واقعًا مؤلمًا بأسلوب فني مؤثر.

وفي تعليقه على الأغنية، كتب العمري عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "بيروت الحبيبة، نبضنا ينبض فيكِ رغم كل الألم. نصلّي للبنان ولكل أهله ❤️".