المتسولون يهددون أهالي صيدا بالسكاكين ويعترضون سياراتهم!




بعد استفحال ظاهرة التسول المتجذرة في لبنان أصبح المواطن اللبناني مرغماً على تحمل شرّ المتسوّلين لأنّ ذنبه الوحيد أنه يعيش في بلد تعمّه الفوضى، والمحبط أكثر أنّ هؤلاء “يسرحون ويمرحون” على مرأى من القوى الأمنية، فهل تتحرك الجهات المعنية لتقديم المعالجات؟


كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

حالة استنكار وغضب تعيشها منطقة صيدا ومطالبات بضرورة تحرك الأجهزة الأمنية لملاحقة “مافيات” ما يعرف بشبكة المتسولين الذين ينتشرون على التقاطعات المُروريّة وفي الشوارع التي غالبًا ما تشهد زحمة سير خانقة، في ظل التردّي المستمر للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتزايد أعداد النازحين السوريين الذين يمتهن عدد كبير منهم التسول.


ومؤخراً اشتكى عدد من أهالي صيدا لـ “هنا لبنان” من عدم قدرتهم على تحمل هذه المشاهد المحبطة والتصرفات المستفزة والتهديد الذي يتعرضون له يومياً من قبل المتسولين.


وتروي سيدة ما حدث معها في منطقة الهلالية أثناء تواجدها داخل سيارتها حيث أقدم أحد المتسولين الذين لا يتعدى عمره الـ 12 سنة على رفع سكين بوجهها بعد أن رفضت إعطاءه المال وطلبت منه الابتعاد عن السيارة، ولما حاول المتسول فتح الباب بدأت السيدة بالصراخ مستنجدة بالمارة ففرّ إلى جهة مجهولة.


حادثة أخرى ترويها مواطنة عند دوار إيليا حيث أقدم متسول على رمي نفسه على شباك السيارة معترضاً طريقها ومحاولاً الحصول على المال وعندما صرخت بوجهه رفع عليها خنجراً صغيراً وقال لها وهو يضحك: “ما تخليني أقتلك”، ثم هرب.


وبعد استفحال هذه الظاهرة المتجذرة في لبنان أصبح المواطن اللبناني مرغماً على تحمل شرّ المتسولين لأن ذنبه الوحيد أنه يعيش في بلد تعمّه الفوضى، والمحبط أكثر أن هؤلاء “يسرحون ويمرحون” على مرأى عناصر القوى الأمنية الذين لا يبعدون عنهم سوى أمتار قليلة وفي أحيان كثيرة يتبادلون معهم الأحاديث على الإشارات. فهل تتحرك الجهات المعنية لتقديم المعالجات؟


“هنا لبنان” اتصل برئيس بلدية صيدا بعد أن ناشد سكان المنطقة القوى الأمنية وبلدية صيدا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التحرك، إلا أننا لم نلقَ منه إجابة، فيما أكد مصدر أمني أنّ “التسول جريمة يعاقب عليها القانون وبحسب المادة 610 يعاقب كل متسول بالحبس من شهر لمدة 6 أشهر ولكن بسبب اكتظاظ السجون اللبنانية عادة ما يتم غض النظر عن هؤلاء، وهذا الذي فاقم المشلكة”.


ويشير المصدر إلى أنّ ” 85% من المتسولين هم من غير اللبنانيين، وتحديداً من اللاجئين السوريين أو مكتومي القيد أو من الرحّل الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية، حيث يتنقلون باستمرار بين المناطق والدول وسط غياب الرقابة والتفلت الأمني الذي يعيشه لبنان”.


ويتابع المصدر: “خلال السنوات الأخيرة، أصبح عدد المتسولين مقلقاً في لبنان خصوصاً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن الثالثة والسادسة عشر، لذا من الضروري جداً القيام بخطة أمنية لردع هذه الظاهرة ومنع المتسولين من التواجد بهذه الوقاحة في الشوارع”.


ويردف المصدر “كون معظم المتسولين من الجنسية السورية لا بد من تواصل الوزارات المعنية مع “اليونيسيف” لتخصيص برنامج قد يحدّ من هذه الأزمة وأيضاً الاتفاق مع المنظمة على الخيارات التي يمكن أن تكون بديلاً للمتسولين من أجل حمايتهم وحماية المجتمع اللبناني لأنّ تواجدهم على الطرقات أصبح خطراً حقيقياً”.