تفاقم الأزمات في لبنان: سياسيون ورجال دين يتهمون بتقويض الدولة والمؤسسات

 

ما تركتوا شي بالدولي إلا وخربتوا وعطلتوا

سياسيين ورجال دين ، من المتعارف عليه ان السلطة تُمارس وفقا للدستور وليس وفقا للمصالح الخاصة ولفلسفة قوانين غبّ الطلب . السلطة تُمارس وفقا لنظام وقواعد أساسية عامة محددة في الدستور ، إنّ الدستور هو مجموعة الأحكام التي تحدد نوع الدولة وكيفية توّلي الساسة الذين يمارسون السلطة وفي التحديد الفقهي "الذين يتعاطون الشأن العام من حاملي الإختصاص " كما تحديد إختصاصهم في وزارتهم وهذا أمر غير متوفر في وضعية السلطة اللبنانية .

سياسيين ورجال دين ، إنّ مبدأ السلطة ودورها الأساسي إستنادا للعلم السياسي هو تطبيق النظم والمبادىء الدستورية والقوانين المحلية والدولية والهدف يكمن في تحقيق الخير العام المكرّس في الدستور وفي القوانين وهذا الأمر يحصل بإرادة الشعب عبر صياغة قانون إنتخابي صادق غير مُسيّسْ لصالح النافذين في الجمهورية المنهوبة . إنّ الشعب على ما ورد في مقدمة الدستور هو مصدر السلطات وصاحب السيادة على نفسه وعلى أرضه حيث لا شريك له . الواضح أنّ السلطة خرجت عن هذه المبادىء وتُمارس التسلّط ولا شك فقد صدق من قال "ما تركتوا شي بالدولي إلاّ خربتوا وعطلتوا" .

سياسيين ورجال دين ، أنتم شهود زور ، لأنكم لا تعلمون أن العدالة الدستورية هي من صلب وظائف الدولة والمجلس الدستوري هو الذي يُحاكم كل مسؤول فاشل ومرتشي وفاقد للشرعية التمثيلية ، ألم تلاحظوا أنه تمّ المسْ بالكيان والهوية والمسْ بحقوق اللبنانيين ، والأغلب أنّ هناك مراسيم غير قانونية كالتجنيس وفصل قضائي كسروان وجبيل عن محافظة جبل لبنان ، علما أن لمحافظة جبل لبنان رمزية تاريخية لأنها ركن أساس في بناء جمهورية العام 1920 ، لأغتنم الفرصة للمرة الثانية سائلا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق عمّا صدر عنه فميا خص هذا الموضوع في عظة الأحد 5 أيار 2024 ، وأتى هذا الموقف نتيجة زيارة قام بها الأستاذ وليد نصار (وزير السياحة) برفقة السيد نعمة الله أبي نصر ... المجالس بالأمانات وبسأل البطرك عن أخلاق وليد نصار البيتوتية وأخلاق نعمة الله إن الجواب ينضح بما فيه الكفاية عن الشخصين المذكورين لناحية العطف العائلي لمعاليه هذا من ناحية ومن الناحية الثانية لأعمال أبي نصر في مراسيم التجنيس ونقل ملكية الأوقاف .... فعلاً إللي إستحوا ماتوا .

سياسيين ورجال دين ، إنّ هذه الوقائع والوثائق ( ضرب الحضور المسيحي على أيدي رجال السياسة ورجال الدين) والوثائق خير دليل على ما أحاول ذكره في كل مناسبة ( الوثائق تشير إلى أنّ رجال السياسة والدين لم يألوا الجهود الكافية لمصير أبنائهم أرباب منازل – شباب – كهول ، والدليل الهجرة الكثيفة لشبابنا وإنعدام وسائل العيش ...) إنها سياسة ممنهجة على مراحل وهادفة إلى إلغاء لبنان والنظام والمؤسسات .

سياسيين ورجال دين ، أين أنتم من التغيير الديمغرافي ، ومن مرسوم التجنيس والشغور في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية؟ أين أنتم ممّا يحصل ، غبطة البطرك إستقبلت إستاذ نعمة الله كان لازم تسألو عن : خطورة مرسوم التجنيس ليس فقط بالتغيير الديمغرافي الذي أريد إستحداثه ، إنما أيضا بصدوره رغم الأخطأ القانونية الواردة فيه إذ أن هذا المرسوم لم يذكر تجاه أي إسم من الأسماء التي جنّسها أي شرط من الشروط القانونية المتوفرة في هذا الإسم ليمنحه الجنسية اللبنانية . لا بل أكثر كان المطلوب منك تسألو شو عملْ بفترة توّلي النيابة ؟! وبطريقك كان لازم تسأل معالي وزير السياحة عن نشاطو بوزارتو وشو عمل ليخفف وطأة الحرب عن لبنان حتى يستقطب السواح أو ع القليلي يسقطب السائح اللبناني ، بيقولوا ملهي بأمور الدنيا وملذاتها ...

سياسيين ورجال دين ، تغيّرَ المجتمع اللبناني بفعل عوامل متعددة ومستجدة ،فهل أنتم كرجال سياسة ورجال دين تخاطبون أبنائكم أم أنتم ملتزمون سياسة الصمت والتطنيش ؟ أم ملتزمون بمواكبة ما يحصل من أفعال مشينة بحق الشعب اللبناني تزامنا مع موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين ، إنني ألاحظ أنّ خطابكم هو خارج الزمن الحالي ... هناك أزمة إيمان كفرت الناس بكم وبأفعالكم وهذه الأزمة تبدو جلية وواضحة وهي تحمل أزمة مصير ولم تستطيعوا مواكبة ما يحصل من تهجير ممنهج. إنكما ( سياسيين ورجال دين) بحاجة إلى رؤية وسط هذا التحول المصيري ، نحن في مرحلة حرجة وأنتم في "اللوج" فعلا صدق إللي قال " ما تركتوا شي بالدولي إلا خربتوا وعطلتوا ".

                                                     إبنكم هيدا إذا قبلتوا : الدكتور جيلبير المجبِّرْ