أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الجمعه ١٥/٠٣/٢٠٢٤

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم




 



كتبت النهار



على نحو أقرب ما يكون من الألاعيب التقليدية الباهتة المألوفة في استحقاقات باتت تتجاوز كل الأوصاف المصيرية التي تهز الكيان اللبناني، تصاعدت في الفترة الأخيرة "عودة" تسريب اختبارات تجريبية في أسماء وترشيحات لرئاسة الجمهورية يغلب الظن أنها من "الجهات الممانعة" نفسها التي تمسك بخناق الأزمة الرئاسية. تولت غرفة عمليات ما إعادة نفض الغبار عن جانب التسميات المنسيّة لا لشيء إلا لأن خطأً فادحاً في الحسابات "الاستراتيجية" (التعبير المفخم المنفوخ الذي يهواه الممانعون) للفريق المعطل أصابه في الصميم من جراء احتسابه أن ما بعد هدنة غزة قد يسلس القياد له لإطلاق "مناقصة" رئاسية هي أشبه ببازار ابتزازي لدول المجموعة الخماسية أولاً وعبرها للأفرقاء اللبنانيين الخصوم والمستقلين لفرض انتخاب مرشحه أو من أوحوا بأنه أو أنهم البديل الملوّح باسمه أو بأسمائهم إذا رست المناقصة على التسليم بابتزاز هذا الفريق.



كان للعبة هذه، بأطرها الكلاسيكية المتصلة بابتداع وإطلاق أسماء ومرشحين في فضاءات إعلامية وسياسية، أن تكون تقليدية غير مثيرة لأي اهتمام فوق اعتيادي لو أنها جاءت في سياق مناخات تنافسية عند أبواب جلسات انتخابية تحترم وتحفز التنافس الانتخابي البديهي. لكن نزقاً سياسياً ما، استولده تخبّط "الممانعين" الذين غالباً ما يزعمون تفوّقهم على خصومهم من القوى المعارضة في التماسك واحتساب الخطوات والتشبّث بالأوراق وحسن إدارة المعارك السياسية كما "القتالية"، هذا النزق لم يحسن إطلاقاً حجب السقطة "التكتية" في اعتماد تسريب أسماء محروقة أساساً ولا تحتاج أساساً للحرق، فإذا به لا يحرق فقط هذه المزحة السمجة في الصراع الرئاسي والسياسي بل ينكشف عن تسرع أرعن في كشف السيناريو الذي كان يعدّه لما بعد غزة.



احترقت حسابات المقاصصة في فرض مرشح الممانعين أو من "ينوب" عنه في حال استحالة تمريره دولياً ومحلياً، على وقع سقوط هدنة غزة، بما يعني خلاصة حاسمة مفادها أن الفريق الممانع كان يستجمع حسابات المواجهة الميدانية بمجملها لرميها وتوظيفها في خانة "انتصاره" المرجوّ الحقيقي على شركاء الوطن في الداخل قبل وبموازاة وبمواكبة الانتصار على إسرائيل نفسها. وليس مهماً من من نشامى الفريق التعطيلي تولى إطلاق اختبارات رئاسية في لحظة عدم يقين حيال الآتي من التطورات في غزة والجنوب اللبناني وسائر مشتقات ما يُسمّى "وحدة الساحات" فهذا تفصيل تافه، بل الأهم أن تنكشف "نوعية" المقاصصة وطبيعتها التي تخطط لها عقول الممانعين مواصفات وأسماء وتالياً أي حكم يراد له أن يعود برمزه الى قصر بعبدا.



وما يتعيّن التحسّب له في الجانب الخلفي الآخر من بروفة المقاصصة الرئاسية يتصل بالتلاعب بطائفة الرئاسة وأطرافها وقواها قاطبة، إذ إن تسريب أسماء مثيرة لكثير من الجدل بل وللغرابة ومن ثم تصاعد أصوات تقليدية تزعم دوماً أن تبعة تعطيل الانتخابات الرئاسية لا تعود الى تحالف القوى التعطيلية بل الى "المسيحيين" هكذا بالتعميم المطلق... هذه اللعبة ستعود بقوة أكبر في مقبل الأيام والأشهر وكلما دام الفراغ لأن الفريق المعطّل فشل وسيفشل حتماً في حصاد مقاصصة يتراءى له أنه قادر على فرضها على الخارج بمجرد توقف حرب الإبادة في غزة وما لم ترتكب إسرائيل الجنون الآخر في إشعال حرب شاملة على لبنان. ولعلنا لا نحتاج الى تبيّن الخلاصة المجدية من كل ذلك، وهي أن نتائج سنة وخمسة أشهر تعطيلاً للرئاسة "يُفترض" أن تردع نزق الحالمين بالاستحالات.