«منتدى حوار بيروت» حذَّر من نتائج استدراج لبنان للحرب مخزومي: إعتماد الواقعية مطلوب لأن لبنان لا يملك مقومات الصمود


«منتدى حوار بيروت» حذَّر من نتائج استدراج لبنان للحرب
مخزومي: إعتماد الواقعية مطلوب لأن لبنان لا يملك مقومات الصمود


عقد منتدى حوار بيروت جلسته الحوارية الدورية مساء امس في منزل النائب فؤاد مخزومي في بيت البحر وحضر الى جانب النائب مخزومي حشد من الفاعليات البيروتية ورجال الدين والاعلاميين.
بعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة عن روح شهداء غزة بكلمة ترحيبية من سامر الصفح الذي عرض خلالها لجدول الاعمال وتشكيل اللجان، ومحضر اجتماع اللجنة البلدية المنبثقة عن المجتمعين، القى رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام كلمة اكد فيها أن جرح غزة هو جرح كل واحد فينا، وأن ما يجري هو تدمير منظم وحرب إبادة، وليس المقصود من الحرب غزة وحدها، بل المقصود المنطقة كلها، لكي لا تتمكن الأمة من رفع رأسها مستقبلاً.
اضاف سلام: المعركة غير متكافئة لجهة القدرات، ولقد كشفت الاحداث الجارية زيف ادعاءات الغرب المنادي بحقوق الانسان، محذراً ان الخطر يكمن في محاولة امتداد المعركة واستدراج لبنان، وهو ما يحاول تحقيقه الصهاينة، رغم ان حزب الله يحاول ان يُبقي المعركة ضمن قواعد الاشتباك بانتظار ان تتكشَّف المخططات المرسومة للمنطقة، مؤكدا ان لبنان لا يحتمل اي تدمير في ظل الشغور الرئاسي وواقع الحكومة، وأن المطلوب تغليب الواقعية للتعامل مع تداعيات الحرب لتجنيب لبنان المزيد من التحديات.
النائب فؤاد مخزومي القى كلمة اعتبر فيها ان المطلوب وضع العواطف جانباً والبحث عن مصلحة لبنان، فلا احد يزايد علينا في حبنا لفلسطين والتضحيات التي قدمناها، فلقد دمرت بلادنا مرات عدة، والعالم في مراحل معينة وقف الى جانب لبنان، ولكن في الحرب الاخيرة التي طالت لبنان اختلف الوضع وما زلنا نعيش لغاية تاريخه آثارها.
واوضح مخزومي ان البلدان المحيطة بفلسطين المحتلة لم تشارك في هذه الحرب الجارية الآن، والدول اتخذت قرارها بالنسبة للحرب، وحقيقة ان لبنان لا يملك مقومات الصمود وهو ليس حاضرا لا اقتصاديا ولا صحيا، ويجب ان لا ننسى ما حصل عام 2006 يوم قيل لنا كانت الحرب غلطة.
اضاف مخزومي: بعد صدور القرار 1701 ووضع الخط الازرق فذلك واقع مكرّس، وعندما تخرق هذا الخط، فالمتوقع ان يواجهك العدو، والسؤال من سيقف معك وأين دول المواجهة، فنحن مع القضية الفلسطينية الى الابد،ولكننا لا يجب ان نكون دائماً رأس حربة ولوحدنا، منتقداً الرئيس ميقاتي الذي قال خلال مقابلة تلفزيونية انه لا يملك قرار السلام والحرب.
واشار مخزومي انه لا يوجد شيء اسمه قانون او قواعد اشتباك، ومشكلة لبنان لأنه لا يريد ان يعترف او يعمل ضمن المنظومة الدولية ومقرراتها، محذرا من ان مسارالمعركة يشهد تسهيلات لبعض القوى على الحدود الجنوبية، وهذا محط تساؤلات لجهة نتائجه وتداعياته، وأن تحصين لبنان في هذه المرحلة يتطلب وحدة الصف والموقف الداخلي والتخاطب بلغة واحدة هي تجنيب لبنان هذه الحرب. واذا توفر الموقف الموحد فمن شأن ذلك ان يخدم القضية الفلسطينية، وأن نواجه نتنياهو المتطرف الذي لديه شقّ شخصي جنوني وهو بعيد حتى عن اجندة اسرائيل، وأن المرسوم للمنطقة غير ذلك، والعالم اليوم يشهد تحالفات دولية لها وجه اقتصادي، ويجب على لبنان ان يكون شريكاً فيها.
رئيس المنتدى الدكتور فوزي زيدان، اعتبر في كلمته ان لبنان لا يمكن ان يكون لوحده جزءًا من المعركة، وأن أوجه مساعدة اشقائنا في غزة متعددة،ومنها الدعم المادي وبارك الله بالمستطيع رغم ان شعبنا اللبناني يرزح تحت عجز كبير في ظل واقع اقتصادي متردٍّ وحجز لأموال الناس في البنوك، ونحن مع القضية الفلسطينية، ولكننا ضد انخراط لبنان في هذه الحرب، ومع تطبيق القرارات الدولية والتي تنظم الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة.
ثم فتح باب المداولات والمداخلات مع المجتمعين والتي ركزت على اعتماد الواقعية في مسأل حرب غزة وضرورة عدم استدراج لبنان لهذه الحرب، وعن طريق اثارة العواطف والغرائز التي يقوم بها بعض المنتفعين دون تخطيط او دراية، ومؤكدين ان القرار السنّي يجب ان يصدر بالتنسق مع دار الفتوى بعيدا عن التسيّس، محذرين من محاولة سرقة هوية بيروت وزجها في مواقف غير نابعة عن اهلها وفاعلياتها.
واتفق المجتمعون على ان يشكل الحاضرون نواة الهيئة العامة والتي تنبثق عنها الامانة العامة، وأن يتحول المنتدى الى منبر سياسي- اجتماعي وتصدر عنه مواقف واعمال تخدم المواطنين في لبنان عموماً وبيروت خصوصاً.