العيد ال١٥٤ للصحافة العراقية: من بيروت إلى بغداد سلام



 كتب جوزف القصيفي  نقيب محرري الصحافة اللبنانية

 في العيد الرابع والخمسين بعد المائة للصحافة العراقية
 منذ بزوغ فجرها مع جريدة" الزوراء" تترى أمام ناظري صورا زاهية عن هذه الصحافة التي ظلت ثابتة ،متجذرة في الوعي الجماعي للعراقيين وذاكرتهم، واستذكر وجوها حبيبة غابت واخرى على مشارف المغيب، شمخت بقاماتها القومية والوطنية على الرغم من تبدل الأحوال السياسية والانظمة، والتضييق على انواعه، وسقوط الشهداء والمعوقين. وبعد تبدل نظام الحكم تمردت نقابة الصحافيين العراقيين على ركامها ونهضت منه بعزم وشجاعة متحدية الصعاب والعراقيل، ودفعت اثمانا غالية بارتقاء النقيب شهاب التميمي - طيب الله ثراه- شهيدا. فتسلم المشعل بثقة وحزم مؤيد اللامي الذي لم الشتيت وجمع الشمل، ومكن النقابة من النهوض بقوة، وفرض حضورها، لا في المشهد العراقي فحسب، بل في المشهد العربي، متحصنا بثقة زملائه ومحبتهم له. واليوم وجدنا النقابة في ذروة توهجها تحيي المناسبات الكبرى بدقة وسخاء، وتوفر التقديمات للمنتسبين اليها، ولا تبخل بحماية لهم عندما يحيق بهم اي ظلم او اي تدبير جائر من اي جهة اتى. إن الصحافي العراقي بفضل رعاية النقيب والزملاء في مجلس النقابة يشعر بالامن والأمان من مختلف النواحي. واستطاع مؤيد اللامي أن ينتخب مدعما بثقة النقابات والاتحادات والجمعيات الصحافية العربية لرئاسة الاتحاد للصحفيين العرب لثلاث دورات متتالية، أظهر خلالها غيرته على الاتحادات والهيئات العضوة فيها فساند وآزر المتعثرة منها، ووقف إلى جانبها في جبه ما يواجهها من تحديات. وإن لنقابة محرري الصحافة اللبنانية علاقات تاريخية مع نقابة الصحفيين العراقيين، وارشيفها يشهد على ذلك ،وأن النقابة الشقيقة في بغداد كانت باستمرار خير معوان لنقابتنا. وصلاتنا بها ما فتئت تقوم على المودة والتواصل الدائمين بروح الأخوة والزمالة. كانت مشاركتنا في العيد الرابع والخمسين بعد المائة لعيد الصحافة العراقية، مناسبة لنعاين التحسن الكبير والنوعي الذي يسود بلاد الرافدين في جميع المجالات ،ولاسيما المجال الأمني. فكانت شوارع عاصمة الرشيد تغص بالسيارات ووسائط النقل والمشاة ليل نهار،فيما بدا أن المخاوف التي خيمت في السابق قد تهافتت، ولم يعد لها وجود. ولأن النقابة العراقية ،شأنها شأن نظيراتها العربيات، حريصة على دورة العمل في الاتحاد العام للصحفيين العرب ووتيرته ،استضافت ضمن فعاليات العيد اجتماع أمانته العامة ومكتبه الدائم الذي كانت له مجموعة من القرارات الهادفة إلى تفعيل عمله وعمل اجهزته ومؤسساته. وقد إهتم رئيس الاتحاد بتوفير كل مقومات النجاح لهذا الاجتماع. إن العلاقات بين الصحافة اللبنانية والصحافة العراقية تميزت عبر عقود طوال بمتانتها ،ودفئها وتبادل الخبرات. فهناك لبنانيون عملوا في المؤسسات العراقية داخل بلاد الرافدين وخارجها. وقد اعتمدت المؤسسات هذه عشرات المراسلين لها من بيروت وطرابلس،وصيدا وسواها من المناطق.كما أن هناك كتابا عراقيين عملوا في الصحافة اللبنانية ،وخصوصا في مجال الصحافة الثقافية والادبية والفنية،وكانوا من المبدعين. شعرنا في الأيام الثلاث التي امضيناها في بغداد، اننا في بيتنا. بيتنا في عاصمة الرشيد كان طافحا بالمودة وحسن الضيافة، والحرص على اكرام الوفادة، وتأمين سبل الراحة لكل الوفود المدعوة. من بلاد الارز إلى بلاد الرافدين لا ينصرم حبل الاخاء . فمن بيروت إلى بغداد سلام.