كتبت اللواء
«طبخة الرئاسة» بين باريس والرياض وطهران: انتهت فترة السماح
«حكومة التصريف» منشغلة بالتضامن الوزاري.. وبري وميقاتي يشكوان من تداعيات النزوح السوري
مع انتهاء شهر حزيران، تكون 8 أشهر بالتمام والكمال انتهت من دون التوصل الى تفاهم نيابي وسياسي على انتخاب رئيس للجمهورية، يُعلن معه انتهاء الشغور في الرئاسة الاولى، تمهيداً لمحاولة جديدة او محاولات تختص بتأليف الحكومة، والعودة الى انجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
اليوم، يصل موفد الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان - إيف لودريان، ومعه توجه من اجل الاسراع بإنهاء الشغور، فماذا في الأفق؟
الوزير لودريان سيستمع الى المعزوفة نفسها، والتي يعرفها او يحفظها عن ظهر قلب، لجهة المواقف، والجلسات والنصاب وتعطيل النصاب، وفرص المرشحين، وحقوق النواب والكتل، وبعض الدروس عن الديمقراطية، والديمقراطية التوافقية، التي هي مصدر علة النظام في لبنان او الآلية الوحيدة الكفيلة بالاستقرار فيه..
في اللقاءات والاجتماعات الثنائية، مع تكرار نغمة الحوار، وعدم العزل، والإلتقاء عند منتصف الطريق، من دون التأكد من انه سيسمع جيداً، او سيُسمع محدثيه جديداً.
وتجزم مصادر دبلوماسية غربية متابعة ان فترة السماح امام الكتل النيابية واللاعبين المحليين اقتربت من نهايتها غير السعيدة.
وحسب المعطيات المتاحة، فإن باريس التي تدفع بجهود استثنائية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، واستعادة دورها التقليدي في هذا البلد، تنسق بصورة جدية مع كل من الرياض وطهران للتوصل الى تقاطع حول شخصية الرئيس العتيد، انطلاقاً من قاعدة التعامل مع نتائج الجلسة الاخيرة للانتخاب في 14 حزيران الماضي.
وتؤكد المصادر استناداً الى معلوماتها ان الطبخة الرئاسية وضعت على نار غير بطيئة، وان نتائج ملموسة للطبخة ستبدأ في الظهور في الاسبوعين الاخيرين من شهر تموز المقبل.
وقالت اوساط سياسية لـ«اللواء» أنه من المبكر الحديث عما يمكن أن تحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من خلاصات واعتبرت أن الزيارة بحد ذاتها تدفع بالإستحقاق إلى الانتقال إلى مرحلة النقاش المتواصل لا سيما إذا أخذ المسؤول الفرنسي على عاتقه الضغط في اتجاه احراز تقدم به.
وفي ملف مجلس الوزراء توقعت الأوساط نفسها أن يتحدث الرئيس ميقاتي عن موضوع إبقاء التجاذبات الوزارية بعيدة عن عمل الحكومة وإن كانت تصرف الأعمال وذلك على خلفية خلاف وزيري الاقتصاد والسياحة في ملف إكسبو قطر، ورأت أن الجلسة ستقر كل ما يندرج في سياق تسيير الملفات الأساسية.
وفي انتظار وصول لودريان، تترقب القوى السياسية التي سيلتقيها ماسيحمله من معطيات فرنسية – سعودية، ولعل اللقاءات الابرز ستكون غدا الخميس في قصر الصنوبر، مع المرشحين الاربعة المطروحة اسماؤهم لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية وجهاد ازعور والوزير الاسبق زياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد ان يلتقي فور وصوله الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ثم البطريرك بشارة الراعي صباح الخميس، كما يلتقي على مدى ايام الزيارة رؤساء الاحزاب الاساسية الكبرى والكتل الصغرى وبعض النواب المستقلين والتغييريين سواء في مقار الاحزاب او في قصر الصنوبر.
وأكد متابعون للحراك الفرنسي حول الاستحقاق الرئاسي انه لاجديد في حركة القوى السياسية والمرشحين لرئاسة الجمهورية، حتى يتم الاستماع الى ما سيحمله الموفد الرئاسي في لقاءاته.
واوضح هؤلاء ان بقاء الاصطفافات السياسية على حالها بين مؤيد لفرنجية ومؤيد لأزعور تدفع المرشحين بارود والعماد عون الى الابتعاد عن الواجهة السياسية، وترقب نتائج الاتصالات واللقاءات التي جرت بين باريس والرياض والدوحة، وما تقرره لجنة المتابعة السعودية- الفرنسية التي تضم المستشار نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري ولودريان والمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل. ولاحقا ما يتقرر في اجتماع الدوحة في تموز المقبل بين الدول الخمس المعنية بالأزمة اللبنانية فرنسا والسعوية وقطر ومصر واميركا.
وعلمت «اللواء» ان النائب احمد الخير سيمثل نواب «اللقاء المستقل»، الذي يعقد اليوم اجتماعا لتحديد الموقف الذي سيبلغه الى لودريان يوم الجمعة، وجوهره ضرورة الحوار والتوافق حول اسم مرشح يحمل مشروعا اصلاحيا، بعد فشل انتخاب رئيس . كما ان النائب فيصل كرامي سيمثل تكتل التوافق الوطني، بعد تلقيه والخير ايضا اتصالا من السفارة الفرنسية للقاء لو دريان. اضافة الى اتصالات جرت مع عدد من النواب المستقلين.
وفي تصريح له، وتمنّى كرامي أن «تكون زيارات الموفدين الى لبنان فاتحة خير لبدء حوار جدي يقود الى التوافق على رئيس جمهورية وحكومة كاملة الأوصاف تستطيع أن تنقذ لبنان، وقال: الخير يأتي دائما من المملكة العربية السعودية. موضحاً ان «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية».
الوفد الاوروبي
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الاوروبي التي تزور لبنان: لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية.
وحول الإتفاق مع صندوق النقد، أشار رئيس المجلس الى «أن لبنان أنجز إتفاقا بالأحرف الأولى مع الصندوق ولا يزال هناك بند او إثنان يحتاجان الى حل وفي مقدمها حفظ حقوق المودعين. وفي كل الاحوال إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هما المدخل لإنجاز هذا الإتفاق، الذي يحظى بشبه إجماع لبناني. والمجلس النيابي مستعد وجاهز للقيام بواجباته التشريعية في هذا الإطار» .
كما أمل برّي من الإتحاد الاوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين التي بلغت حدا من «الخطورة لم يعد بإستطاعة لبنان تحملها». وأضاف: لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين.
وزار الوفد الاوروبي ايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي قال امام الوفد: المشكلة الاساس في لبنان حاليا، الى جانب الازمات السياسية المعروفة، تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبلناهم بكل ترحاب منذ 11 سنة، ولكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين ويتسبب بمشكلات على الصعد كافة، ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا.
أضاف رئيس الحكومة: نحن في حوار متواصل مع مختلف الدول الاوروبية ومفوضية شؤون اللاجئين ونشرح لهم هذا الواقع، وبأن لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل هذا النزوح خاصة في غياب اي خارطة دولية لعودتهم.
وأوضح «نحن في صدد اعداد خطة عرضها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب قبل ايام أمام مؤتمر دعم سوريا والدول المضيفة للاجئين (في بروكسل)، ونأمل أن يصار الى التجاوب بشأنها».
وإستقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي، الذي يقوم بحركة هادئة تجاه المسؤولين والقوى السياسية، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكما إستقبل مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الألمانية توبياس تونكل، في حضور المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وأجريت خلال اللقاء جولة افق عن الاوضاع الداخلية وفي المنطقة ومفاعيل التفاهمات الاخيرة.
مجلس الوزراء
وعلى الصعيد الحكومي، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّه، «إلحاقاً بجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخاصة التي ستعقد صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 21/6/2023 في السراي الحكومي، أُضيف بندان جديدان على الجدول وهما: تعديل القرار المتعلق بمشاركة لبنان في معرض «اكسبو الدوحة 2023»، واعطاء هيئة اوجيروسلفة خزينة بقيمة الفي مليار ليرة لدفع الرواتب والاجورحتى نهاية العام 2023.
ونُقلَ عن وزير الاقتصاد امين سلام انه سيحضر الجلسة، بعد ان ابلغه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية عن إعادة لحظ البند المتعلق بمشاركة لبنان في «اكسبو قطر» على جدول الجلسة ولكن سيتم تعديله. وجاء ذلك بعد الخلاف الذي نشأ في الجلسة الماضية بين سلام ووزير السياحة وليد نصار الذي كلفه مجلس الوزراء تمثيل لبنان.
وتوقع مصدر وزاري إقرار معظم بنود جدول اعمال الجلسة، بما فيها البند المتعلق بترقية الضباط، بعد المعلومات عن توافق سياسي على اقراره.مع ان المعلومات اشارت الى ان وزير الدفاع موريس سليم لن يحضر الجلسة لكنه سبق ووقع على جدول الترقيات ولا مشكلة لديه في هذا الموضوع.
ويبحث مجلس الوزراء ايضاً ملف النزوح السوري عشية توجه وزير الشؤون الاجتماعية عصام شرف الدين الى دمشق، للتحضير لزيارة وفد رسمي وزاري بعد عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل بعدما قرر المجلس في جلسته السابقة تشكيل الوفد برئاسة وزير الخارجية، وعضوية وزراء المهجرين، الشؤون الاجتماعية، العمل، الثقافة، السياحة، الزراعة، الإعلام، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، والمدير العام للأمن العام، وعلى أن يكون للوفد أيضاً التنسيق مع اللجنة المشتركة لجامعة الدول العربية بشأن سوريا.
وكان الرئيس ميقاتي قال امام بعثة بلدان المشرق الى البرلمان الاوروبي: المشكلة الاساس في لبنان حالياً الى جانب الازمات السياسية المعروفة تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبناهم بكل ترحاب منذ 11 عاماً، لكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين.
كما نقل عن الرئيس بري قوله انه «لم يعد جائزاً لا اخلاقياً ولا انسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن ازمة النازحين السوريين»، معرباً عن امله في ايجاد حل للنزوح نظراً لعجز لبنان عن تحمل تداعياتها.
جمعية المصارف: تمديد
على صعيد آخر، أعلنت جمعية المصارف في بيان، عن انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للمصارف العاملة في لبنان امس، و»قرّرت بصورة استثنائية تمديد مدة ولاية أعضاء المجلس المنتخبين من قبل الجمعية العمومية تاريخ 29/6/2021 لسنة واحدة تنتهي بتاريخ انعقاد الجمعية العمومية العادية الناظرة في حسابات السنة المالية 2023».