الإنتباه للتفاصيل يبقينا صادقين ... من يجرؤ على تسميتهم؟


الإنتباه للتفاصيل يبقينا صادقين

من يجرؤ على تسميتهم؟

منذ زمن يتحكمون بنا في لبنان، بفسادهم ومصالحهم الخاصة، وهم الهيكل العظمي لطبقة سياسية عثملّية، إنتدابية، مليشياوية. وبحسب قول الرئيس اللواء فؤاد شهاب، أن الشيء الوحيد الذي كان يسير بشكل مستقيم في هذا البلد الصغير، هو القطار رغم أنه دفن مع خطوطه المستقيمة، ولم يعد له أثر.

ليس من لبناني، سليم العقل، ونظيف اليدين والأخلاق، يجهل أن الفساد هو السياسة اللبنانية برمتها... ومن يشتمها ويجرؤ عليها، تفتح له أبواب السجون. ونعرف منها المئات ولا نجرؤ على تسميتهم، أو ذكر الحروف الأولى من أسمائهم. فمن على شرفات الوجع والحرمان والظلم والإجحاف والتهميش والإذلال، يعلم اللبنانيون، أن العبور إلى الدولة أو الوطن أو الأمة، يمرّ حتماً وإلزاماً بممرات الفاسدين، المحروسة أحياناً، بقادة الحرب على الفساد، ومروجي أفتك أنواع المخدرات: الطائفية.

والسؤال الذي يسأل، حرب الفساد ليست بالكلمات... فمن يجرؤ؟

ومما لا شك فيه، نحن ننتمي إلى دول ترعى الفساد، وأن رعايته تأتي من أعلى السلطات، عامة وشاملة. لا قيمة للقوانين التي تحرّم الفساد والرشوة والغش والسمسرة والنسبة المئوية... لا قيمة للمؤسسات الساهرة بعينين مغمضتين على المراقبة، والمساءلة، والمحاسبة القضائية... المؤسسات الرقابية ممسوكة بأرباب الفساد... وهؤلاء أحياء يرزقون، هم وأربابهم معروفون، يتصدرون الحفلات رسمية كانت أو غير ذلك، يتقدمون على غيرهم في الصفوف الأمامية من مؤسسات السلطة، ينخرطون في رسم السياسات وسواها، يتابعون العقود الدسمة لتوزيعها وفق منطق الزبائنية...  فمن سخاء أيديهم تعرفونهم، يسارعون إلى إنشاء الجمعيات الخيرية، وتقديم المساعدات الإنسانية، وشراء ما يلزم للتنمية المستهلكة، يتحولون، إلى أناس أتقياء، شرفاء، يحبون عمل الخير، بعد تقديم فتات من منهوباتهم لأتباعهم.

ليس بين زعماء لبنان... مهما علا صوتهم، من يغامر، من أجل إصلاح يسير، في هذا النظام. كلهم سواسية كأسنان المشط. والآدمية المعلنة كشرط للإصلاح خرافة.  لأن الموظف، ابن واليه وراعيه الطائفي، ولا يستطيع أن يكون ابن ضميره. وسيأتي ذلك اليوم، عاجلاً أم آجلاً، حيث ستأخذ الحكومة الامريكية أموال السياسيين وبعض رجال الدين التي تقدّر بالمليارات الدولار المودعة في البنوك الامريكية، رحمة الله (ج.ج) عليك يا مظفر النواب الذي لم يحتار في وصفهم. لاشك انهم شياطين العصر الذين يستحقون اللعنة.
وللبقية تتمة...

حاطوم مفيد حاطوم
كاتب لبناني