عندما يُحرج أنطون الصحناوي حزب الله!


عندما يُهاجمك رئيس تحرير صحيفة الأخبار ابراهيم الأمين بالمباشر فاعلم أنّك أزعجت حزب الله. هذه القاعدة ثابتة فالرجل لا يهدر وقتاً الا على قضيّة المقاومة الاسلامية الإيرانية التي فتحت فرعاً منذ عشرات السنين في بيروت كما في صنعاء وأماكن أخرى. فإذا أزعجتَ "الصفّ الثاني" في حزب الله يردّ عليك في صحيفة الحزب نفسها بيار أبي صعب أما أن تزعج القيادة العليا ومشغلّيها وممولّيها ومرشديها في ايران فالردّ يكون عبر الأمين شخصيّاً. 

هكذا كان يفعل حزب الله مع حلفائه متى أراد ترويضهم. عودوا معي الى مقالات الأمين ضد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يوم كان المطلوب ترويضه واستذكروا معي ما كتب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم كان هدف الايرانيين تحذيره... فالأمين ساعي بريد "شاطر" يُطلق رصاصة صوتية قبل أن يطلق حزب الله الرصاص الحيّ أليس هذا ما يحدث اليوم في مقاله عن أنطون الصحناوي؟ ألا يحضّر الأمين الأرضية الخصبة لإستهداف الرجل بكل الأساليب المتاحة لحزب الشياطين المُشيطنين كل من يتصرّف من دون إذن؟ أحرَج أنطون الصحناوي حزب الله وحليفه المسيحيّ الساجد على السجّاد الإيرانيّ في كنيسة مار مخايل التي باتت بحكم الجغرافيا ذكرى جميلة لتواجد المسيحيين في هذه المنطقة. فهل ينتظر حزب الله منّا أن نتفرّج على كنائسنا بعد عشرات السنين كما نفعل بكنيسة مار مخايل اليوم وهو يحاصرها بشيعته وسلاحه ومشروعه؟ هل ينتظر الحزب ومن وراءه أن يقف أنطون الصحناوي موقف المتفرّج أمام محاولة "الممانعين" ترويض الأشرفية واستئجار الشقق السكنية وشراء العقارات واغراء المواطنين؟ وللأمانة قبل مقال الأمين كانت خطوة الصحناوي في الأشرفية تتعرض لبعض الإنتقادات من أهل البيت باعتبار التخوّف من تداعيات الأمن الذاتي لكنّ المقال بما دلّ أسدل الستار على الشكوك وفرض صوابية الخيار في زمن قضم الدولة لمصلحة الدويلة..لماذا لم ينتفض الأمين لآلاف الكلومترات التي "تسلبط" عليها حزب الله وطرد منها أصحابها في الجنوب والبقاع وبيروت؟ لماذا لم يستشعر البلطجة ولم يشتم رائحة الدماء ؟ لماذا لم ينتفض الأمين لقتل الجيش في البقاع وتحدّي قيادات الحزب العلني الجيش اللبناني في حال عاود المداهمات؟ أليس هذا أمن ذاتيّ وتمرّد على الجيش اللبناني وعلى الشرعية؟

الأمثلة كثيرة لكنّ الأمين عبد مأمور يكتُبُ ما يُملى عليه وينفّذ أجندة ايرانية على حساب الكيان اللبناني. وقبل العودة الى الأمين المأجور فالأشرفية اليوم في أمان أكثر من قبل والجيش اللبناني بالإضافة الى القوى الأمنية مرحّب بهم في شوارعها وبيوتها. الأشرفية اليوم مرتاحة من خطر عصابات أزقة الضاحية الجنوبية وكنائسها مفتوحة للصلاة والزيارة وليس شاهدة فقط على وجود يتلاشى. اليوم بدأت المناطق المسيحية تفكّر بتنفيذ تجربة الأشرفية في ظل انهيار لم نعد نعرف متى يصل الى درجة الإنحلال على شاكلة كاتب المقال وفريقه السياسي. واذا كان الغمز من "زكرتية" أنطون الصحناوي منذ مطلعه وتديّن عائلته يصب في مصلحة ضرب قيمة الخطوة في الأشرفية فإن أمثال الصحناوي أصحاب "الركاب" هم أمل اللبنانيين بالوقوف بوجه وقاحة فريق "الممانعة"... وتاريخ صحناوي البرجوازي ليس عيباً خصوصاً حين يتناوله شيوعيّ ضائع بهُويّته السياسية ومدمنٌ على شتم كل من يملك حساباً مصرفياً فوق الـ مئة ألف دولار! فأنطون هو ابن نبيل صاحب التاريخ بالصمود والدفاع والقتال في سبيل بقاء لبنان للبنانيين يوم كان همُكم تأمين وطن بديل للفلسطينيين… فلولا نبيل وأمثاله لما بقي في لبنان "تلّ ولا بقي زعتر" وفي الختام ابراهيم الأمين يلفُظ مقالاته كما يلفظ خطه السياسي اليوم أنفاسه.. انه ينتفض مع كل نزاع مع كل "فشخة" نحو الرضوخ للمنطق وللحق...وليتذكّر دائماً أن "الأشرفية بداية التغيير"!