أبرز ما تناولته صحف اليوم الخميس ١٥ كانون الاول ٢٠٢٢


كتبت النهار

ما قدمه وزير العدل سابقاً البروفسور ابرهيم نجار في محاضرة "لبنان في زمن الشغور الرئاسي" من آراء ومعلومات يثير الاهتمام. فهو وإن كان مسؤولا سابقا قبل أكثر من عقد، بدا مطلعا على تفاصيل تتصل بالاستحقاق الرئاسي تضيف الى فهم ومعلومات مَن يستمع اليها.
 
المحاضرة ألقاها البروفسور نجار مساء الثلثاء الماضي، بدعوة من "ملتقى بيروت". وقد مهّد لها رئيس الملتقى الدكتور فوزي زيدان بعرضِ مآل 9 جلسات عقدها مجلس النواب حتى الآن لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون نتيجة بسبب تعطيل نصابها عبر "حزب الله". وقال ان هذا الفشل يتناول ملء الشغور في منصب يتبوأه ماروني وهو أمر فريد في العالم العربي.
 
يتساءل نجار في مستهل محاضرته: أي رئيس سيأتي بالنصف زائدا واحدا؟ وبعدما قرأ عددا من مواد في الدستور تتعلق بالسلطة الإجرائية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قال: "ان لا شيء اسمه فراغ".

وناقش وزير العدل السابق بإسهاب موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلق باستمرارية انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فقال ان الرئيس بري يستند الى أعراف لا ترتقي الى مستوى القانون. ونقل "سابقة" يعتمدها رئيس المجلس لكي لا تبقى جلسة الانتخاب مفتوحة، وهي ان جلسة للبرلمان في الماضي، على حدّ علمه، غاب عنها رئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون ورئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل وعميد حزب الكتلة الوطنية ريمون إده، فلم تنعقد. وكان رأي نجار ان هذه السابقة لا تتفوق على القانون الذي يدعو الى مواصلة جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بعد افتتاحها في المرة الأولى بنصاب الثلثين.

وهنا يتوجه المحاضر الى النائب ملحم خلف، نقيب المحامين سابقا، وكان في مقدم الحضور، بطلب ان يتابع هذا الموضوع مباشرة مع الرئيس بري، فأجاب الأخير مبتسما:"بدّك (الرئيس بري) يحكي معنا!".

وأردف نجار قائلا إن على النواب التغييريين الـ13 الذين يمثلون فريقا مهما في البرلمان الإقلاع عن طرح أسماء بلا نتيجة ومن بينهم سجين على خلفية انفجار المرفأ هو بدري ضاهر مدير الجمارك سابقا. ورأى ان لا أفق للمرشحَين ميشال معوض وسليمان فرنجية للفوز في انتخابات الرئاسة الأولى لتعذر إمكان الحصول على الأصوات اللازمة. ورأى ان حظوظ فرنجية تضاءلت نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة، وكذلك تضاءلت حظوظ الوزير السابق زياد بارود بسبب ما أشاعه "التيار الوطني الحر" من ان بارود سيقدم تنازلات له في حال أصبح رئيسا للجمهورية.
وتابع نجار ان "حزب الله" يبدي مرونة لعلمه ان قدرته على فرض مرشح له محدودة، لكنه يسعى في نهاية المطاف الى وصول رئيس للجمهورية "لا يطعنه في الظهر، كما الرئيس السابق ميشال سليمان".

ولتأييد وجهة النظر القائلة بان قوة خارجية ضاغطة قادرة على ان تحسم أمورا في لبنان، تطرق نجار الى الترسيم البحري الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية على رغم الجدل حول أي خط يجب اعتماده في الترسيم. كما روى الواقعة التالية نقلاً عن الرئيس تمام سلام: "عند تشكيل حكومته عام 2014، وبعد عجز عن تأليفها استمر 11 شهرا، اـتصل بي فجأة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ليقول ان الحكومة ستتشكل (بعدما كان سلام متمسكا بعدم إعطاء الوزير السابق جبران باسيل الثلث المعطّل مشددا على صيغة حكومية من 3 ثمانات)، فسألت الرئيس سليمان كيف حُلّت؟ فأجاب مكتفيا بكلمة "حُلّت". وهكذا كان.

بعد ذلك رن الهاتف، وكان على الخط الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سأل كيف الحال بعدما تألفت الحكومة؟ وخلال المكالمة إنقطع الاتصال فعاود الرئيس أوباما الاتصال ليكمل الحديث".

في رأي البروفسور نجار، ان الشغور الرئاسي لن يطول وربما ينتهي خلال شهرين وذلك بفعل الضغط العالمي. وقال ان هناك إسمين سيتم اختيار احدهما رئيسا للبنان. وفي هذا السياق، روى المُحاضر أيضا "ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفي آخر لقاء له مع الرئيس ميقاتي، سأله لماذا رشّحت الوزير السابق سليمان فرنجية؟ فأجاب ميقاتي بالحديث عن متانة العلاقة بينه وبين فرنجية، مستعيدا كيف وقف الأخير الى جانبه في وجه جماعة سوريا عندما حاولوا ان يصل الوزير السابق عبد الرحيم مراد الى رئاسة الحكومة. فسأل الرئيس ماكرون مجددا الرئيس ميقاتي: لماذا لا ترشح قائد الجيش (العماد جوزف عون) لرئاسة الجمهورية؟".

ويقول نجار: "الاميركيون لا يريدون إطلاقا الحديث مع حزب الله، أما الفرنسيون فهم لم يصنّفوا الحزب بكامله إرهابيا بل ميّزوا بين جناح عسكري وجناح سياسي. ان الفرنسيين يريدون مساعدة لبنان". ويستعيد المحاضر الدور الذي قام به الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكيف دعا الى احتفالات اليوم الوطني الرئيس بشار الأسد بعد وصوله الى الحكم كي يساعد لبنان؟ وكيف كان للرئيس شيراك الدور الحاسم في تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأضاف: "إذا لم يسهّل الإيرانيون انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، فليس مستبعدا العودة الى إشراك السوري في هذا الاستحقاق". ويستعيد في هذا الصدد تجارب مماثلة مع إدوارد جيرجيان مدير معهد بيكر للسياسات العامة في جامعة رايس - السفير الأميركي الأسبق لدى كل من سوريا وإسرائيل، ومساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط.

وعما إذا كان لبنان سيبقى على خريطة الاهتمام الأميركي، قال نجار: "الجيش لم يستخدم يوما من الأيام الكلاشنيكوف وانما الـ ام 16. كما ان في لبنان الجامعة الأميركية التي هي اهم جامعة أميركية خارج الولايات المتحدة. وفي لبنان ايضا سفارة أميركية هي الأكبر في العالم".
وعن الجدل الأخير حول انعقاد حكومة تصريف الاعمال، اعتبر نجار ان الرئيس ميقاتي لم يكن موفقا عندما طرح جدول اعمال فضفاضا، وهو اتصل من الرياض ليأخذ موعدا للقاء البطريرك الراعي كي يوضح موقفه. ولاحظ ان الرئيس ميقاتي في موقف دقيق، وهو على علاقات وثيقة بكل من الرئيس بري والوزير السابق وليد جنبلاط.