يونس السيد _ جريدة اللواء
«الكوليرا في بيروت».. خبر حقيقي علمي وليس كلاما، وهو ما سبق ان حذرت منه «اللواء» في تحقيقات سابقة عندما طالبت بلدية بيروت بالتعاقد مع مختبرات للتأكد من سلامة وصلاحية المياه للاستعمال والشرب وكذلك حين ألقت الضوء على مشكلة اختلاط مياه الشفة بالمجاري كما حصل في منطقة المزرعة.
ففي مبادرة خاصة قامت بها احدى مختبرات بيروت العائدة الى احد البيارتة وبالتعاون مع المختبرات الوطنية للبحوث بأخذ 9 عينات عشوائية من خزانات مياه من أبنية من عدة مناطق بيروت وايضا اخذ عينة عاشرة لمياه مشبوهة بسبب لونها تبين ان ثلاثة منها تحتوي على جرثومة الكوليرا وهي مياه غير صالحة للاستعمال والشرب والطبخ وتهدد صحة المواطنين.
وقراءة تبسيطية للفحوصات العشرة أتت نتائج تلتها ان الكوليرا موجودة في بيروت العاصمة والتي يرتادها ويدخلها ثلث سكان لبنان يوميا والخطوة اتت بمبادرة خاصة من بيروتي صاحب اختصاص غيور على مدينة بيروت ومن جهة ليست رسمية او بلدية.
وعلمت «اللواء» ان صاحب المبادرة لم يتمكن هو وفريقه من دخول بعض الابنية لاخذ العينات في بعض المناطق البيروتية لخوف اصحابها من النتائج ولعدم وجود سلطة تجبرهم على ذلك، وهذا الامر لم يسمح لصاحب المبادرة بدخول المناطق الشعبية المكتظة خوفا من الاحراج والتعرض للمساءلة والاذى بسبب غياب المواكبة فاقتصرت الجولة على مناطق وأبنية تجاوبت مع الخطوة.
الخبر تضعه «اللواء» بتصرف بلدية بيروت وشركة المياه ووزارة الصحة ونواب العاصمة والحريصين على بيروت وصحة ابنائها وسكانها، وسط تساؤلات عن سبب تأخر بلدية بيروت في التعاقد مع مختبرات بيروتية موثوقة رغم ان مبنى البلدية اتخذ قراراً بذلك، واقتصار فحص العينات على محلات تكرير المياه، فيما الوحدات السكنية التي تتزود بالمياه من الآبار وشبكات المياه والصهاريج هي الاهم لانها تتزود بالمياه من شبكات مهترئة وآبار مختلطة بمياه جوفية نتيجة الاعطال الحاصلة على شبكتي المياه والمجاري التي تجعلها ملاذاً لتكاثر الجراثيم وانتشار الاوبئة ومنها الكوليرا، فمتى تتحرك الجهات المعنية لتتجنب بيروت مواجهة انتشار المرض في عاصمة الوطن؟