رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم : الدم المسيحي خط احمر


حذر رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم القيادات المسيحية عموما ، والمارونية خصوصا، من مواصلة نهج المكاسرة في ما بينهم،داعيا أن تكون بكركي هي المرجعية، مطلقا تنبيها قويا: " الدم المسيحي خط احمر"
كلام كرم جاء أثناء القداس الالهي الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي على نية الرابطة المارونية لمناسبة مرور ٧٠ عاما على تأسيسها. وجاء في كلمة رئيس الرابطة:
في الذكرى السبعين
 لتأسيس الرابطة المارونية نستذكر رؤساءها الذين توالوا عليها منذ العام ١٩٥٢، وهم قامات لبنانية بهامات مرفوعة، وإيمان كبير بوطنهم، والتزام صادق بكنيستهم الانطاكية المارونية، وتعاليمها. وقد وطدوا اساساتها على صخرة العطاء المتجذرة في أرض آلاباء والجدود ، الشامخة بارزها، الثابتة ثبات سندياناتها العتاق، فادوا الخدمات الجليلة في شتى الميادين، ورفعوا المداميك لبنة لبنة، حتى استقام بنيان الرابطة، كيانا مارونيا مستقلا، لا حزبا ولا جمعية خيرية، بل نخبة من السيدات والرجالات لمعوا كالشهب في مجتمعهم الانساني ، واطرهم المهنية، إجتمعوا في رحابها، يخططون يضعون الدراسات ،يقدمون الاقتراحات، ويطلقون المبادرات، ويسعون إلى جسر الضفاف، ويرصدون كل مشروع يرمي إلى تغيير وجه لبنان، والاخلال بالتوازن الوطني، ويجتهدون للحفاظ على الانتشارية المارونية في الداخل وربطها بالتجذر، ويتصدون لكل من يحاول تهميش الدور المسيحي في وطن كان الموارنة القابلة التاريخية التي شالت رأسه سليما، كامل الاوصاف، من رحم المخططات الدولية والاقليمية المتنافسة على اقتسام تركة الامبراطورية العثمانية .
الرابطة المارونية تعمل وتتحرك ببركة بكركي التي تستظلها، وهي مرجعيتها الوطنية والروحية.
إن زميلاتي وزملائي اعضاء المجلس التنفيذي للرابطة، وانا، على تواصل دائم مع غبطة البطريرك، الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ، حيث التشاور قائم، والتعاون مفتوح، والتنسيق دائم في كل الموضوعات التي تتصل بوضع لبنان، ومصالح المسيحيين فيه ،وخصوصا الموارنة. واننا نجد دائما لدى غبطته ونيافته كل الدعم والتفهم، والمؤازرة ، والنصح الرشيد، ما يمدنا بكل اسباب القوة المعنوية التي تعزز الثقة والقدرة بما نقوم به من أعمال.
فشكرا لكم يا صاحب الغبطة والنيافة. والشكر موصول إلى أصحاب السيادة، ومصاف الاكليروس الذين يبدون كل اهتمام بنشاطات الرابطة ولجانها ، ولا يبخلون عليها باي دعم. 
إن الرابطة المارونية تراقب باهتمام ما يجري على المستويين الوطني والمسيحي وتعرب عن قلقها العميق من تفشي الانقسامات العامودية واتساعها على نحو يهدد الاستقرار العام، وتمادي خطاب الكراهية الذي قد ينتج انفلاته بهذا القدر الجامح عنفا لا قدرة للبنانيين على احتمال تداعياته. واوجه كلامي إلى القيادات المسيحية عموما، والمارونية على وجه اخص: حذار مواصلة نهج المكاسرة والتحدي بين بعضكم البعض . اوقفوا السجالات العالية النبرة، لأن اول الحرب كلام، ونحن لا نريد الاحتراب والنزال، بل الحوار والالتقاء على الثوابت الجامعة ، وأن تكون بكركي هي مرجعيتكم ، إليها تحتكمون في المنعطفات المصيرية، من دون أن يلغي هذا الأمر حقكم المطلق في التنافس السياسي ، بعيدا من العداء والشحناء، وإطلاق العنان للغرائز. وذلك حفاظا على من وما تبقى. 
الدم المسيحي خط أحمر. الدم المسيحي خط أحمر. الدم المسيحي خط أحمر. اما كفانا كراهية وحقدا.
أوقفوا الحملات الاعلامية لأنها اغتيال معنوي أشد ايلاما من الاغتيال الجسدي. وكونوا على غرار السيد المسيح متقبلين للآخر ، ومؤمنين بالحق في الاختلاف، مستهدين بفلسفة السلف الصالح الذي شاء لبنان بلدا للتلاقي الانساني الرحب تسوده ثقافة الحرية والديموقراطية في مجتمع تعددي ، جعل منه وطنا مسكونيا يحتضن الديانات السماوية بتسامح وتفاعل. وكان إلى الأمس القريب مثالا يحتذى من دول تماثله في تركيبتها المتنوعة.
صاحب النيافة والغبطة نشكر لكم تكرمكم بترؤس القداس الالهي، ولمن عاونكم في الذبيحة من السادة الاساقفة والكهنة الأجواء.
والى رفيقاتنا ورفاقنا في الرابطة، اقول " ينعاد عليكم" ، والى سنين عديدة، تحافظ فيها هذه المؤسسة العريقة على دورها الرائد وحضورها المتألق لخدمة الموارنة خدمة للبنان.
.