هل دخلت بيروت عصر الأمن الذاتي؟ شركات خاصة تقوم بمهام البلدية في الأشرفية


يونس السيد _ جريدة اللواء
هل دخلت المناطق البيروتية عصر الأمن الذاتي لكل منطقة؟ سؤال يعرض نفسه بعد ان قامت جمعية الأشرفية 2020 التي يشرف عليها النائب نديم الجميل بالتعاقد مع شركة الأمن A.M.N من اجل تأمين الحماية لمناطق الاشرفية والسوديكو والتباريس، فرن الحايك، الحيمري، والحكمة على مراحل،وبهذا المشروع اصبحت الشركات الخاصة تقوم بمهام الحرس البلدي والقوى الامنية وسط تساؤلات عن دور بلدية بيروت بسلطتيها التقريرية والتنفيذية والمخاوف من ان تتعمم الخطوة ليصبح لكل منطقة من بيروت أمن ذاتي.

«اللواء» أجرت اتصالاً مع المعنيين للوقوف على صحة الخبر وعادت بالآتي:
اوساط المجلس البلدي نفت اي علم او اي تنسيق في هذا المجال وكذلك اوساط المحافظة التي نفت اي تعاون مع اصحاب الخطوة مبدية رفضها لهذا الامر الذي يجب ان يكون منوطاً بالقوى الامنية.
وقد علمت «اللواء» ان النائب نديم الجميل تواصل مع محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود طالباً إليه تخصيص الاشرفية باعداد من عناصر فوج الحرس بعد تكاثر عمليات السرقة وانتشار ظاهرة التسول وانتشار النكاشين، إلا ان المحافظ عبود ابلغ الجميل انه لا يمكن ان يخصص منطقة دون اخرى وان الحرس البلدي يقوم بواجبه في حراسة المقار البلدية والحدائق العامة ويسيِّر دوريات وإن كانت محدودة وهو يفتقر الى التجهيز والسيارات.
كما علمت «اللواء» ان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي ابلغ اجواء هذه الخطوة التي دخلت حيِّز التنفيذ في 7 من الشهر الجاري.

اما في آلية خطوة الأمن الذاتي فقد علمت «اللواء» انه وبناءً لطلب مواطني الاشرفية وإثر انعدام الامن وتكرار حوادث السرقة والنشل والسطو وضماناً لهدوء البال وإشاعة الأمن فقد تعاقدت جمعية الاشرفية 2020 مع شركة أمن خاصة وباشرت مهامها في حفظ الامن بدءاً من 7 تشرين الثاني حيث تم اطلاق ما تم تسميته «ساعة الجوار» التي تتكون من 120 شاباً من الاشرفية يعملون «كملائكة حراس» للسكان من الساعة 6 مساءً وحتى الساعة 6 صباحاً وسيرتدي الشبان الذين اطلقت عليهم تسمية «عيون الاشرفية» سترة عليها شعار الشركة وشارة «الاشرفية 2020» وسيتم تمويل عملهم بدعم مالي من السكان والمؤسسات التجارية وسيغطون في غضون 100 يوم مناطق الاشرفية ومحيطها، وقد تم تجهيز مركز اتصال متاح على مدار 24 ساعة يمكن الاتصال به على الرقم 643446/76.الاوساط البيروتية ابدت تخوفاً من الخطوة كونها تشكل مقدمة لتقوم كل منطقة بيروتية بتأمين أمنها الذاتي متسائلة أين القوى الامنية وأين حرس مدينة بيروت؟ وأين التجهيز المفترض للحرس البلدي؟ وأين الهيئات؟ وأين الدراجات النارية التي تلقتها البلدية كهبات؟ وأين الدوريات؟

اسئلة أتت اجوبتها من بلدية بيروت التي ابدت اوساطها امتعاضاً من الخطوة مع عرض للاسباب الموجبة والتي تعود الى تكاثر عمليات السرقة والنشل وحوادث اخرى وايضاً للغياب التام للقوى الامنية ولعجز فوج حرس بلدية بيروت عن توفير الاجواء المطمئنة للمواطن بسبب غياب التجهيز والتسليح،حيث ان العنصر ليس لديه ما يحمي به نفسه في حال واجه السارقين والمجرمين وحتى في حال اصابته لا يملك تكاليف علاجه يضاف الى هذه الاسباب انتشار عديد الحرس في العمل الاداري وحماية الشخصيات وسط شعور العناصر والإحباط بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط وما ينطبق على الحرس البلدي ينطبق على عناصر القوى الامنية.
وختمت الاوساط البيروتية: على بلدية بيروت المسارعة الى تجهيز فوج الحرس وتأمين كل المستلزمات للاضطلاع بدوره،وكذلك التنسيق مع القوى الامنية لتوفير الاجواء الامنية وحماية الناس في العاصمة حتى لا يعتمد السكان على انفسهم في حفظ امنهم.