ابرز ما تناولته صحف اليوم السبت ٦ آب ٢٠٢٢


كتبت النهار

كان مشهد التحركات الشعبية في مناسبة الذكرى السنوية الثانية لتفجير مرفأ بيروت معبّراً كونه أثبت ان الجريمة لا تزال تسكن نفوس الناس، وان الغضب لا يزال كبيرا إزاء مسؤولية مَن أتوا بنيترات الامونيوم وخزّنوها، وحموها، واستخدموا قسماً منها، ومسؤولية مَن علموا بالامر، وتجاهلوا، أو تواطأوا، أو استسهلوا الامر الى ان وقعت الكارثة. من الواضح ان ثمة مسؤولية كبيرة على الفئتين اللتين تسببتا بشكل أو بآخر بوقوع الكارثة. والفئتان يجب ان تحاسَبا وتعاقَبا مهما طال الزمن. الفئة الأولى المجرمة، وهي متخصصة بالجريمة والإرهاب والترهيب، والاغتيالات، والغزوات، والارتزاق من الحروب المتنقلة هنا وهناك. والفئة الرخيصة، الفاسدة، والعديمة الكفاءة والمسؤولية، والمجردة من الاخلاق. صحيح ان التحالف الجهنمي الممسك بالسلطة، والقدرة على الايذاء في البلد، استطاع ان يربح جولة كبيرة ضد "ثورة 17 تشرين"، وانتفاضة الغضب بعد الرابع من آب 2020، لكن مهما طال الزمن سيأتي يوم ليدفع كل واحد ممن دمروا أحلام الناس، وآمالهم، ومستقبل أبنائهم ثمنا باهظا ومؤلما.

في الإنتظار، لا حكومة جديدة في الأفق. انتهى الحديث عن هذه الحكومة الوهمية، وستبقى حكومة الأوهام الحالية تصرّف الاعمال، وتبيع "سمكاً في الماء"، بينما يتلهى اركان التركيبة الحكومية الحالية بالتراشق الإعلامي السوقي والرخيص، بما يعكس مستوى حكام هذا البلد الذين يأتمنهم المجتمع الدولي على تنفيذ مشروع الإنقاذ الذي نكاد نقول انه وهمي هو الآخر.
 
وهنا تتجه انظار جميع القوى صوب الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو حتى الآن انه يمكن ان يتم بسلاسة، ان لم يقم "حزب الله" بدعم رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون في حلمه بالبقاء والتمديد قسرا، او فرض صهره رغما عن أنف معظم اللبنانيين. هذا احتمال لا يمكن استبعاده ابدا. كما انه لا يمكن استبعاد فرض "حزب الله" مرشحه الآخر سليمان فرنجية كحل وسط يرضى به من يمقتون عون وصهره، ولا يشعرون بحرج من دعم وصول مرشح "الممانعة" الآخر الجالس في المقعد الخلفي بانتظار ساعة الصفر التي يعلنها الطرف المهيمن. في المقلب الآخر، تشتّت في المواقف والرؤى، ولا تحالف حقيقيا حتى بين القوى التي ركبت معا "بوسطة" الانتخابات. التحالفات الانتخابية عند الفريق الفولاذي المُعلّب شيء، أما التحالفات الانتخابية عند شتى الافرقاء الآخرين فشيء آخر تماما. وفي النهاية يمكن ان يكون للمجتمع الدولي رأي، لكن عند نقطة الوصول، وحده الفريق المنظم، والمؤطّر ضمن تحالف متماسك يصل منتزعاً راية الانتصار. لذلك نقول لمن يصنَّفون سياديين، او تغييريين، عليكم بشيء من الجدية لمواجهة مشروع تنصيب رجل آخر لـ"حزب الله" في قصر بعبدا. اللهم ان لم يتهافت بعضكم على أبواب "حزب الله" لاستجداء مرشح الاحتياط لديه! ربما يحصل هذا. عندها لا تتعجبوا عندما يسمع بعضكم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله يقول ان الله كلّفه بما يقوم به. والأهم لا تتعجبوا إن عاملكم هذا الأخير كما يعامل الذباب.