معارك التيار الانتخابية.. المتن والاشرفية!



لا يزال من المبكر التكهن بنتيجة الانتخابات النيابية المقبلة، حتى ان التحالفات السياسية لم تعقد بعد ولم يحسم اي  مرشح في الدوائر، وفي الاصل حتى موعد اجراء الانتخابات ليس معروفا، كذلك حجم ونوعية التعديلات التي ستطرأ على قانون الانتخاب، لكن من الواضح ان الاحزاب السياسية بمن فيها التيار الوطني الحر ستشهد تراجعا وان بنسب مختلفة.

لكن اهمية النتيجة التي سيحققها “التيار الوطني الحر “تكمن في ارتباطها بتحديد وجهة الاكثرية النيابية في المجلس النيابي المقبل وعليه فإن معارك التيار الانتخابية ستأخذ  طابعا اعمق من معارك باقي الاحزاب.في الاسابيع الاخيرة بدا بعض مسؤولي التيار الوطني الحر متصالحين مع ذاتهم، ومقتنعين انهم تعرضوا لنكسات شعبية ما سيؤثر على واقعهم النيابي والانتخابي وعليه فإن التعويض يجب ان يكون، اما عبر تحالفات ذكية او عبر شد العصب الشعبي لترميم الواقع المتضرر. 

حافظ التيار على قوته النسبية في بعض الدوائر حيث كان تضرره الشعبي محدودا، وهذا ينطبق على جزين مثلا او على دائرة الشوف – عاليه وان بنسبة اقل، اما في دوائر اخرى فان قدرته بالاصل محدودة مثل زحلة حيث لديه اقل من حاصل انتخابي وسيعتمد على التحالفات. وفي بعض الدوائر  سيعتمد التيار كليا على حلفائه لايصال بعض النواب مثل دائرة بيروت الثانية ودائرة البقاغ الغربي، وبالتالي فهو لن يتأثر نيابيا حتى لو كان هناك تراجع شعبي جدي قد اصابه بعد حراك ١٧ تشرين الاول…بعيدا عن تعداد الاقضية، سيخوض التيار  معركة انتخابية في اكثر من دائرة، حيث بدأت مؤشرات بعض التحالفات تظهر خصوصا في كسروان جبيل ودائرة الشمال المسيحية، لكن الازمة اليوم هي في دوائر مثل عكار والمتن والاشرفية. في الاشرفية تلقى التيار ضربة قاسية بعد وفاة مسعود الاشقر، المرشح الدائم على لوائح التيار والذي كان يؤمن اصواتا تعتبر قيمة مضافة على القوة الشعبية العونية، اذ ليس محسوما بقاء جزء من قاعدة مسعود الاشقر الى جانب التيار، كما ان الاشرفية تعتبر من اكثر المناطق تأثرا بالحراك الشعبي ما سيرتد سلبا على حزب العهد، وعليه فإن التيار عليه ان يبحث عن حليف قوي في هذه الدائرة ويعزز قدرته التجييرية من ابنائها الذين يعيشون خارجها لانهم اقل تأثرا بواقعها.. اما في المتن، فإن التراجع الذي اصاب التيار ترافق مع انفراط عقد التحالفات مع كل من سركيس سركيس وغسان مخيبر والحزب السوري القومي الاجتماعي ما يعني ان الاصوات التي مكنت التيار من الحصول على ثلاثة حواصل تناقصت وبات الحفاظ على نفس عدد النواب صعبا للغاية، من هنا لم يعد ممكنا للتيار الاعتماد قوته الذاتية هناك بل عليه السعي للبحث عن شخصيات موثوقة تؤمن له القيمة المضافة التي يتطلع اليها.