افتُتحت المرحلة الأولى من مشروع النقل المشترك لقضاء جبيل. وكانت فكرة المشروع مطروحة منذ حوالى سنتين، من قبل عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، ولكن بسبب الأزمة الاقتصاديّة، وانتشار كورونا، توقّف العمل على المشروع.
وبعد احتواء الجائحة، استُؤنف العمل بالمشروع منذ حوالى الـ8 أشهر، بحسب ما يروي المدير التنفيذي للمشروع يوسف القصيفي في حديث لـ”النهار”. وأسّس القصيفي شركة “By Bus trasportation”، الخاصّة مع شركائه للاستثمار في هذا المشروع. وبلغت كلفته حوالى الـ100 ألف دولار “fresh”، “بينما الكلفة الحقيقية للمشروع، إذا ما أراد المستثمِر شراء الباصات تبلغ حوالى المليون دولار، وعلى الرغم من معرفتنا بأنّ المشروع لن يسجّل أرباحاً، لكنّ خدمة أهلنا هي الأساس”، بحسب القصيفي. وجميع نفقات المشروع من مازوت ورواتب موظّفين وما إلى ذلك، ستُغطّى من عائدات المشروع.
واستطاعت الشركة وضع تركيبة “ذكية”، عبر استثمار باصات في حالة جيّدة جداً، ومملوكة لشخص، استأجرتها منه، بينما كانت مركونة ولا يستفيد منها صاحبها. ورسم القصيفي الخطوط والمخطّط، وحدّد المحطّات في جميع قرى قضاء جبيل.
وقال القصّيفي عن تأمين المازوت في ظلّ أزمة المحروقات، ولضمان استمرارية سير هذه الباصات، إنّ “الشركة اتّفقت مع شركة محروقات في عمشيت، لتزويدها بشكل متواصل بالمازوت، لأنّ الاستمراريّة هي الأهم لدينا”.
أمّا عن بدل النقل، فسيكون متحرّكاً بحسب المسافة التي يقطعها الراكب. تبدأ الرحلة بـ7000 ليرة، تشمل أوّل 5 كيلومترات، ويُضاف 700 ليرة لكلّ كيلومتر إضافيّ. ويبلغ بدل النقل من جبيل إلى بيروت حوالى الـ25 ألف ليرة. وتمّ وضع التعرفات إذ تشكّل حوالى ربع كلفة النقل، إذا ما أراد الشخص أن يستقلّ سيارته للمشوار نفسه.
ولن تكون طريقة الدفع في الباص نقداً، بل عبر بطاقات مسبوقة الدفع، يتمّ شراؤها من محطة جبيل أو من دكاكين القرى. ويمرّر الراكب البطاقة على “السكانر” في الباص للدفع عند الدخول والخروج، بحيث يحسب النظام أوتوماتيكيّاً المسافة، ويخصم التعرفة من البطاقة.
ويذكر القصّيفي أنّ “هذا المشروع سيغطّي قضاء جبيل بأكمله، بحيث قُسّم القضاء إلى 7 خطوط، ضمنها 6 خطوط تسير من القرى إلى جبيل، وخطّ يسير ما بين جبيل والمحيط مثل حبوب ومستيتا وغيرها، إذ تسير الباصات جميعها إلى محطة أساسيّة في مدينة جبيل. إلى جانب باص ينطلق من جبيل إلى بيروت وبالعكس”.
ونشرت الشركة عبر مواقع التواصل، جدول مواقيت رحلات الباصات هذه مع المحطات، ونظّمت 3 رحلات صباحاً ضمن جبيل وواحدة إلى بيروت، لتصل عند الساعة 8 والنصف صباحاً، لمَن يريد أن يذهب إلى عمله. وكذلك، نُظّمت رحلة من بيروت إلى جبيل عند الـ8 والنصف صباحاً أيضاً للهدف نفسه، ورحلة عند الـ3 والنصف، والـ6 والنصف، للراغبين بالعودة إلى منازلهم. في هذا الشكل، يُؤمّن النقل للموظّفين.
وقال القصيفي أن هذا المشروع هو نموذجي وجديد في لبنان، ونتعلّم فيه لتحسينه، وليكون جاهزاً للتوسّع فيه في المرحلة المقبلة، فنحن قمنا كأفراد بتنفيذه في ظلّ غياب خبراء النقل في لبنان. وجميع المعلومات التي يرغب الناس في معرفتها ستكون موجودة في المحطة الأساسية في جبيل، وفي المحطات في القرى. كما سيكون هناك تطبيق على الهواتف لمعرفة جميع المواقيت وتتبّع الباصات”.
وانطلقت الباصات بشكل تجريبيّ هذا الأسبوع، وابتداء من 11 الحالي، ستسير وفقاً للجدول والمواقيت. ويُذكَر أنّ بلدية جبيل أمّنت المواقف للباصات والكهرباء والمولّدات، لتكون المحطة الأساسية والمركزية في مدينة جبيل
النهار